غادر أول سرب من الطائرات العسكرية الروسية امس سوريا غداة اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ سحب القسم الاكبر من قواته منها وهو ما يأمل الغربيون بان ينعكس ايجابا علي مفاوضات جنيف. ولقي طيارو قاذفات سوخوي-34 وطائرات النقل تو-154 العائدون استقبالا حاشدا في قاعدة عسكرية قرب فورونيج في جنوب غرب روسيا حيث استقبلهم المئات بباقات الورد والاعلام بحضور قائد سلاح الجو فيكتور بونداريف وعدد من كبار الضباط. واكد مساعد وزير الدفاع الروسي الجنرال نيكولاي بانكوف من المبكر جدا الحديث عن انتصار علي الارهابيين. الطيران الروسي لديه مهمة تقوم علي مواصلة الغارات ضد اهداف ارهابية, كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية من قاعدة حميميم في شمال غرب سوريا. وتابع بانكوف هناك فرصة حقيقية لوضع حد لسنوات من العنف, مؤكدا ان القوات الروسية والسورية تمكنت من الحاق اضرار مهمة بالارهابيين واربكت تنظيمهم وقوضت قدراتهم الاقتصادية. وفي ردود الفعل, اعتبر مبعوث الاممالمتحدة الخاص الي سوريا ستيفان دي ميستورا الانسحاب الجزئي للقوات الروسية تطورا مهما واعرب عن أمله في ان يكون له تاثير ايجابي علي مفاوضات السلام في جنيف. ومن جانبه اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس ان الحرب في سوريا كان من الممكن تجنبها لو ان القوي الاقليمية لم تستغل النزاع كميدان معركة لتصفية حساباتها. وفي بيان في الذكري الخامسة لاندلاع العنف في سوريا, حذر مون من انه في حال فشل محادثات السلام فان العواقب علي الشعب السوري والعالم ستكون مخيفة لدرجة تصعب تخيلها. واضاف ان الاطراف الاقليمية والدولية كان من الممكن ان تتحد لمساعدة سوريا علي الاستقرار بدلا من استغلالها كميدان معركة لتصفية الخصومات الاقليمية والتنافسات الجيوستراتيجية. ولم يذكر بان كي مون اسماء دول تحديدا, الا ان الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية وخصمها اللدود ايران وتركيا ودول الاتحاد الاوروبي الرئيسية تدخلت في النزاع. وتشارك أربع من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي بريطانيا وفرنسا وروسياوالولاياتالمتحدة, في عمليات القصف الجوي في سوريا. وقال مون انه بعد ان اجتمعت الدول الكبري في مسعي لانهاء العنف احدثت الدبلوماسية اخيرا فرقا في الحياة اليومية للسوريين الذين طالت معاناتهم. ومن جانبه اكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا تري استعدادا من جانب الولاياتالمتحدة للتأثير علي المعارضة السورية في محادثات جنيف للمشاركة في المفاوضات وضمان تماسك وقف هش لإطلاق النار في سوريا. واكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف امس أن قرار الرئيس فلاديمير بوتين بسحب قوات روسيا الرئيسية من سوريا لن يؤثر علي التنسيق الروسي الأمريكي حول الأزمة السورية. وذكرت قناة( روسيا اليوم) الإخبارية عن بوجدانوف قوله إن ر وسيا والولاياتالمتحدة ستواصلان محاربتهما المشتركة للإرهابيين, بمن فيهم مسلحو تنظيمي داعش وجبهة النصرة.