بعد ساعات طويلة من التشاور, وافق مجلس وزراء الخارجية العرب مساء أمس علي تعيين وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية. وقد عقدت مساء أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة العادية145 لمجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية العرب برئاسة الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين وبحضور الدكتور نبيل العربي أمين العام الجامعة العربية. وسبق الاجتماع جلسة عربية تشاورية امتدت لساعات للتباحث حول تعيين المرشح المصري وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط لشغل منصب الأمين العام للجامعة وهو الثامن خلفا للدكتور نبيل العربي الذي تنتهي ولايته يونيو المقبل حيث قدمت قطر طلبا بتأجيل جلسة اختيار الأمين العام الجديد لمدة شهر وأيدته السودان, فيما شددت مصر عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد علي رفضها تأجيل التصويت, محاولة من دائرة دول مجلس التعاون الخليجي تقريب وجهات النظر لحل تلك الإشكالية. وتم في الجلسة الافتتاحية تسليم رئاسة الدورة145 الي مملكة البحرين حيث أعرب أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية رئيس الدورة السابقة خلال كلمته عن بالغ تقديره إلي الدكتور نبيل العربي بمناسبة انتهاء فترة توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية مشيدا بجهوده الكثيرة في خدمة وتطوير العمل العربي المشترك في ظروف عربية وإقليمية صعبة متمنيا له دوام التوفيق والسداد. وأشار إلي أن التحديات الأمنية التي نواجهها وأبعادها الجيوسياسية تحتاج منا إلي وضع صيغ وأطر فعالة تمكننا من صياغة مقاربة أفضل لقضايا الأمن القومي العربي, وبالشكل الذي يكون فيه الأجدر والأقدر علي حل قضايانا ومشكلاتنا, مشيرا إلي أنه قد أكدت تجارب العقود الماضية عقم الحلول النابعة من الخارج والتي تحكمها مصالح وتدخلات اقليمية ودولية. كما أكد أن ظاهرة الإرهاب التي تحيط بالمنطقة, والتي لم يسبق لها أن تمددت بهذه الصورة, ترجع بالأساس إلي عدم القدرة علي احتواء وحل الأزمات السياسية المتفاقمة والمتنامية سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا أو حتي القضية الفلسطينية, كما أن من أسباب ذلك أيضا استمرار التدخلات الإقليمية وعلي رأسها التدخل الإيراني في الشأن العربي واستغلال التنوع الذي يميز عالمنا العربي من خلال وسائل طائفية أسهمت في تأجيج الفوضي التي تستنزف الطاقات وتنشر ثقافة العداء والكراهية والإقصاء ليواجه أبناء الوطن الواحد بعضهم بعضا, في صراعات داخلية مدمرة وممتدة. من جانبه اتهم وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة في كلمته الافتتاحية لمجلس الجامعة إيران بدعم المجموعات الإرهابية في بلاده وحزب الله الإرهابي داعيا إلي ضرورة الاستفادة من اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا, من أجل العمل علي الحل السياسي في سوريا, مؤكدا دعم بلاده أيضا لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وعمليات التحالف العربي في اليمن. وأعرب عن دعم بلاده لجهود تعزيز الشراكة الوطنية في العراق بما يسهم في القضاء علي المجموعات الإرهابية في العراق مثل داعش وحزب الله وغيرها. من جهته قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن فرق العمل في الجامعة العربية أعدت مشروع الميثاق المعدل للجامعة, بالإضافة إلي أن الأمانة العامة أعدت تصورا لمواجهة الإرهاب وهو الآفة في عصرنا الحديث جاء ذلك خلال كلمته أمس وقال: اننا نواجه تحديات كبري تهدد وجود دول ومجتمعات عربية بأكملها.