أعلنت جماعتان ليبيتان في المنفي أمس إن المحتجين المناهضين لحكومة الزعيم الليبي معمر القذافي سيطروا علي مدينة البيضا بشرق ليبيا بعد أن انضم لهم بعض أفراد الشرطة المحلية. لكن الجماعتين اللتين تتخذان من سويسرا مقرا لهما قالتا في وقت لاحق ان ميلشيات موالية للحكومة عززت من وجودها بسرعة وتشن هجوما لآن لاستعادة السيطرة علي البيضا بينما يقاتل المحتجون بكل ما تطاله أيديهم من سلاح. وقال جمعةالامامي من جماعة التضامن لحقوق الانسان الليبية لرويترز' البيضا في أيدي الشعب'. وقال فتحي الورفلي من اللجنة الليبية للحقيقة والعدالة إن المدينة خرجت عن سيطرة نظام القذافي. ولم يتسن التحقق من الأنباء من مصدر مستقل. وقالت الجماعتان إن التقارير قائمة علي اتصالات هاتفية أجرتهما مع أشخاص في المدينة البالغ عدد سكانها250 الف نسمة. وقالت الجماعتان اللتان تربطان معارضين ليبيين في المنفي في عدد من الدول الأوروبية ان المحتجين فرضوا سيطرتهم علي البيضا امس الأول وسط موجة من الغضب علي نشر ميليشيات غير عربية من طرابلس لإخماد المظاهرات. وقال الامامي ان أفراد الشرطة أيضا غضبوا وانضموا إلي المحتجين وقاتلوا الميليشيات وقال ان35 شخصا قتلوا واصيب المئات في البيضا. بينما قال الورفلي ان الجميع في الشارع يطالبون برحيل النظام الليبي وانهم يطالبون بالحرية والديمقراطية وإن رسالتهم الوحيدة هي المطالبة بضرورة رحيل القذافي. لكن الرجلين قالا في وقت لاحق ان قوات تنتمي إلي دول شمال افريقيا التي يتكلم أهلها الفرنسية بنسبة كبيرة قد احتشدت وبدأت في مهاجمة المدينة بالدبابات. وقال الورفلي ان القوات تستخدم الدبابات حاليا في محاولة استعادة السيطرة علي البيضا. وقال الامامي ان النظام الليبي ارسل المزيد من القوات إلي البلدة وان المحتجين سلحوا أنفسهم بما وجدوه وقال انه يخشي من وقوع مجزرة رهيبة. واضاف ان هذه العناصر تستخدم في العادة لتأمين المناطق المحيطة بطرابلس خاصة علي الطريق إلي المطار وانها تخضع لقيادة خميس القذافي نجل الزعيم الليبي. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن العميد الساعدي معمر القذافي نجل الزعيم الليبي انه قد تم تخويله من قبل القائد لتنفيذ خطة اقترحها من أجل تطوير المدينة بشكل غير مسبوق وفق جدول زمني لا يعترف بكلمات' سنعمل وسنفعل. وطلب الساعدي القذافي, في لقاء تم بثه من خلال إذاعة بنغازي المسموعة وسيتم بثه الليلة الماضية عبر قناة الجماهيرية المرئية, أن يتم إمهاله أربعة أشهر لمراقبة البدء في خطته.. وتعهد بأنه' بعد اليوم لن يتدخل أي مسؤول مهما كانت صفته في مدينة بنغازي وأنه سيقيم في المدينة بشكل رسمي وسيسمع ويتحاور مع الجميع. من جانبه, صرح مسئول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة تتابع الوضع في ليبيا عن كثب والتقارير التي تشير إلي سقوط20 قتيلا في ليبيا خلال الساعات القليلة الماضية أثناء مظاهرات وقعت خلالها مصادمات بين محتجين وأنصار للحكومة. ودعا المسئول جميع الأطراف في ليبيا إلي ضبط النفس وعدم استخدام العنف, كما دعا المسئول الأمريكي الحكومة الليبية إلي احترام الحقوق العالمية للإنسان في ليبيا. كما دعا رئيس البرلمان الأوروبي جيرسي بوزيك السلطات في ليبيا إلي' العمل مع شعبها وليس ضدها', معلقا علي تطور الأحداث في اليمن وليبيا بأنه علي السلطات' الامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين'الذين يعبرون عن آمالهم وطموحاتهم بشكل سلمي', مشيرا إلي أن أحداث الأسابيع الأخيرة لقد أثبتت أن العنف ضد المواطنين سيؤدي إلي سقوط الأنظمة.