كشف الصحفى الأمريكى الشهير"سيمور هيرش"، فى مقال تحت عنوان "من جيش لجيش" نشرته مجلة "لندن ريفيو أوف بوك" عن وجود معارضة داخل رئاسة الجيش الأمريكى بسبب اصرار أوباما على تنحى الرئيس السورى بشار الأسد عن منصبه وان جماعة "المعارضة المعتدلة" من الممكن ان تحل مكانه والذى تبين مع الوقت انه لا وجود لهذه الجماعة بل ان واشنطن كانت تقوم بتسليح الارهابيين داخل سوريا. وأشار هيرش الى أن معارضة الجيش تعود إلى صيف 2013 عندما تمت كتابة وثيقة سرية وضعتها وكالة مخابرات الدفاع "دى آى إيه" ورئاسة الأركان المشتركة برئاسة الجنرال "مارتن ديمبسي" والتى توقعت أن سقوط الأسد سيقود إلى حالة من الفوضي وسيطرة الإرهابيين على الحكم فى سوريا مثلما حدث فى ليبيا وهذا غير مقبول بالنسبة للأمن القومى الامريكي. ونقل هيرش عن مستشار سابق رفيع المستوى فى المخابرات الأمريكية أن الوثيقة كانت متكاملة واعتمدت على معلومات من مصادر مخابراتية ومن الأقمار الصناعية واعترضت على إصرار إدارة أوباما على تمويل وتسليح ما يُسمى ب"المعارضة المعتدلة". وأضاف أن وكالة المخابرات المركزية "سى آى إيه" كانت تتآمر لأكثر من عام مع الحلفاء فى المملكة المتحدة ودول أخرى لإرسال أسلحة وبضائع إلى سوريا لاستخدامها للإطاحة بالأسد عبر ليبيا وتركيا. وتابع هيرش: أن تركيا هى المنفذ الرئيسى لإستراتيجية أوباما فى سوريا. وكان "مايكل فلين" مدير وكالة مخابرات الدفاع من عام 2012 الى 2014 قد اكد أنه تم إرسال تقارير سرية تحذيرية إلى الإدارة الأمريكية حول النتائج المدمرة للإطاحة بالرئيس السوري وان إدارة أوباما رفضت هذه التحذيرات. واشار هيرش الى إنه تم مشاركة معلومات مخابراتية مع 3 دول وهي: ألمانيا وروسيا وإسرائيل وهى الدول التى لها اتصالات بالجيش السوري ولها القدرة على التأثير على قرار الأسد، على حد قوله. وذلك لأن كل واحدة من هذه الدول لديها سبب للتعاون مع الأسد، فألمانيا تخشى مما يمكن أن يحدث لستة ملايين مسلم يعيشون فيها إذا تمددت داعش وإسرائيل تخشى على أمن حدودها وروسيا حليفة قديمة لسوريا وقلقة من التهديد ل"طرطوس" قاعدتها البحرية الوحيدة فى الشرق الأوسط.