علي الجانب الآخر من مدينة الإسكندرية الساحرة بمعالمها التي يعرفها الزوار, توجد عشرات المناطق والقري المنسية بأطراف المدينة والتي تعاني أشد المعاناة مع نقص الخدمات والاهتمام من جانب المسئولين, ومن بين تلك المناطق عزبة نصر صالح, بريف المنتزة وهي المنطقة الوحيدة لم تدخلها شبكة صرف صحي من الأساس علي الرغم من إدخال الصرف ل176 قرية وعزبة بالريف. ومؤخرا وبسبب عدم وجود شبكة صرف بالمنطقة واعتماد الأهالي علي إلقاء صرفهم بالمصرف الزراعي تسبب توقف العمل بأحد طلمبات رفع مياه الصرف الزراعي بريف المنتزة في طفح مصرف القرية بالمياه لتغرق المنازل والأراضي الزراعية. وعلي الرغم من الصرخات العديدة التي أطلقها أهالي العزبة المنكوبة إلا أنها لم تجد صدي لدي المسئولين لتظل معاناة الأهالي مستمرة. الأهرام المسائي انتقلت إلي القرية لرصد معاناة أهلها وللوهلة الأولي وأنت تسير في المدخل الوحيد للعزبة والمتفرع من الطريق الدولي وهو طريق غير ممهد علي الإطلاق ويصعب علي السيارات اجتيازه لن تجد علي يمينك أو يسارك سوي بحيرات المياه, وهذا كله قبل أن تكتشف أن أسفل إحدي البحيرات الممتدة مصرف للصرف الزراعي اختفي تحت المياه. وعند انتهاء الطريق والوصول للعزبة سيكون المشهد أمامك عبارة عن أراض زراعية ومزارع ومنازل وقد غمرتها مياه الصرف,و أطفال يلهون في مياه الصرف وآخرون يعبرون بممرات صنعوها من الأحجار والأخشاب. لا زرع ولا محصول هذا العام فالصرف قضي علي الأخضر واليابس بتلك الكلمات بدأ الحاج خميس عبد المنعم أحد أهالي... مضيفاهكذا هو الحال في العزبة بعد اجتاحتها مياه الصرف الصحي والزراعي كل شيء لتتحول العزبة إلي مكان غير صالح للحياة. وتابع:نحن العزبة الوحيدة التي لم يدخلها الصرف الصحي من الأساس من بين176 قرية وعزبة بريف المنتزة مشيرا إلي أنهم يعتمدون في التخلص من صرفهم علي مصرف للصرف الزراعي يخدم ما يقرب ال300 فدان بالعزبة والعزب المجاورة. وواصل:ومؤخرا وعندما هطلت الأمطار بغزارة علي المدينة تعطل عدد من الطلمبات بمحطة الرفع التي تقوم برفع المياه من المصرف الزراعي مما أدي لطفحه علي الأراضي الزراعية والمنازل فبارت الأرض وتلف الزرع والمحصول وأصبحت منازلنا غير صالحة للحياة. ويلتقط الحاج عبد المنعم السيد من الأهالي بالقرية خيط الحديث, قائلا: وعندما جفت المياه من جميع القري والعزب ظلت المياه عندنا تغرق المنازل والزرع بسبب عدم وجود شبكة صرف لتصريفها, مشيرا إلي أن معاناتهم مع الأجهزة التنفيذية بسبب تلك الشبكة ممتدة لما يقرب عشر سنوات عندما انتهت تلك الأجهزة من تركيب شبكة الصرف بجميع القري والعزب بريف المنتزة وتركت عزبتهم بدون صرف. وتابع:عزبة محسن الصغري وهي عزبة مجاورة وتربطنا بها شارع واحد هو شارع نصر صالح تم تركيب شبكة الصرف إلي منتصف الشارع حيث تنتهي حدود عزبة محسن الصغري وتركونا وكأننا لسنا علي الخريطة من الأساس. ويقول محمد عزوز أحد الأهالي:علي مدي10 أعوام كاملة تقدمنا بآلاف الشكاوي إلي مسئولي الحي والصرف الصحي لإدراجنا ضمن خطة ربط شبكة الصرف, ولكن كل مرة كانوا يخبرونا أنه لا يوجد ميزانية كافية, مضيفا وحتي عندما أخبرناهم أن الأهالي علي الرغم من حالتهم المادية الصعبة فأنهم علي أتم استعداد لتحمل نفاقات الشبكة من جيوبهم ولكن كان الروتين دائما عائقا. ويقول الحاج محمد مصطفي, أحد الأهالي الأزمة المتعلقة بالصرف ليست فقط في الخسائر المادية الجمة التي أحاطت بنا ولا في إعاقة المرور والدخول والخروج من العزبة ولكن في إصابتنا بالأمراض الناتجة عن انتشار الحشرات والقوارض والحيوانات الضالة ومنها أمراض رئوية وجلدية. وتوجهت الأهرام المسائي, إلي اللواء أحمد أبو طالب رئيس حي أول المنتزة لسؤاله عما طرحه الأهالي, حيث قال بالفعل المنطقة ليست مدرجة ضمن خطة تركيب شبكة الصرف الصحي لأسباب عديدة من بينها أنها منطقة لا تقع في الحيز العمراني بالأساس حيث تم بناؤها بالكامل علي أراض زراعية خلال ال20 عاما الماضية. وأضاف مؤكدا أنه علي الرغم من ذلك سنعمل علي إيجاد حل لمعاناة الأهالي ولكنه سيأخذ بعض الوقت.