تشيع اليوم جنازة الكاتب الكبير إدوار الخراط من كنيسة الدوبارة, لتذهب لمثواها الأخير بمدافن الأسرة ببرج العرب بالإسكندرية, ورحل الخراط عن عالمنا صباح أمس بمستشفي الأنجلو عن عمر يناهز89 عاما بعد صراع مع المرض دام لأيام, وسيقام العزاء في كنيسة الدوبارة اليوم وغدا. وأصاب الوسط الثقافي حالة من الحزن لوفاته, فقال الكاتب إبراهيم عبد المجيد رحل معلم الاجيال الكاتب المجدد المبشر بالأمل والكتابة في معناها العميق استاذي الاول ادوار الخراط, رحل وأنا علي سفر وكنت أتمني أن أراه. وقال الشاعر شعبان يوسف خلال بيان اصدره باسم ورشة الزيتون الثقافية استمرت رحلة عطاء الخراط منذ أربعينيات القرن الماضي حتي قبل وفاته, إذ كتب أول قصة له عام1943, وأصدر أول مجموعة قصصية له حيطان عاليةعام1959, وكانت هذه المجموعة بداية لتيار الحداثة في السرد المصري والعربي, ولكن صوت الواقعية الاشتراكية الذي كان عاليا وسائدا لم يتح لتلك المجموعة أن تأخذ موقعها الطبيعي في حينه, ولكن ادوار كان قد انشغل بالترجمة, ونقل للعربية روايات وقصصا قصيرة ومسرحيات عالمية كثيرة, كما ترجم مسرحية انتيجون لجان آنوي عام1959 بالاشتراك مع ألفريد فرج, وترجم مجموعة قصص رومانية عنوانها الغجرية والفارسوكان أول من قدمه الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي, كما كان قد قرأ الأدب العالمي بجدية شديدة وملحوظة, مما ترك أثرا بالغا وثقافيا في كتاباته وسرده الفريد, واستقر الخراط في منظمة التضامن الأفرو آسيوي بعد سلسلة أعمال عديدة, وقد مكنه عمله في منظمة التضامن الذهاب إلي كافة أنحاء العالم, وكان يحرر المجلة الأدبية للمنظمة, وكان يترجم لها بعض إبداع القارتين, وفي عام1968 ساهم ادوار بقسط كبير في تأسيس وقيادة مجلة جاليري68, التي لعبت دورا كبيرا في ضخ روح جديدة في الأدب المصري والعربي علي السواء, و عندما أصدر أولي رواياته العظيمة رامة والتنين عام1979, ومنذ ذلك الوقت بدأ نجمه يعلو في سماء الأدب المصري والعربي, ولم يتوقف الخراط عند إنتاج الأدب السردي فحسب, بل راح ليكتب دراساته النقدية المهمة التي أيقظت حواسا نقدية وإبداعية كثيرة كانت غائبة عن الحياة الأدبية العربية. وقال حلمي النمنم وزير الثقافة إن وفاة الخراط خسارة كبيرة لأديب وروائي أثري الحياة الثقافية بأعماله, فكان متفانيا في حب الوطن ورسم ملامح المجتمع في رواياته, وتغني بمعشوقته الأسكندرية وحبه لها في رواية ترابها زعفران. مشيرا إلي أنه يعد من رموز الحداثة في الأدب المصري, واثري المكتبة العربية بعدد كبير من الروايات والترجمات. وأضاف أن الخراط استطاع أن يلمس بأعماله وجدان القراء, واستحسان النقاد, فدارت حول أدبه الكثير من الدراسات النقدية والندوات وصارت محطا لاهتمام الباحثين في الأدب العربي والحداثة, كما تخرج من تحت عباءته الروائية كثير ممن ساروا علي الدرب. وتجدر الإشارة إلي أن إدوار الخراط أحد كبار الأدباء المصريين والعرب, وهو من مواليد الإسكندرية عام1926 م, وهو صاحب تيار خاص في الأدب العربي.شارك إدوار الخراط في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندرية عام1946 واعتقل في15 مايو1948 م في معتقلي أبو قير والطور. وعمل في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية ومنظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من1959 إلي1983 م. فاز بجائزة الدولة لمجموعة قصصه( ساعات الكبرياء) في1972 م.