توالت امس ردود الافعال علي تكليف الرئيس اللبناني ميشال سليمان رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة.. ففيما احتج المئات من انصار رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري علي القرار ندد الأخير بمظاهر الشغب والخروج علي القانون وقطع الطرقات والتعدي علي الحريات واحراق الاطارات مشددا علي الالتزام المسار الديمقراطي. وكان نحو35 لبنانيا قد اصيبوا امس خلال المواجهات بين الجيش وقوات الأمن وانصار الحريري. في الوقت نفسه اعتبرت كتلة تيار المستقبل في البرلمان اللبناني أن النتيجة التي أفضت إليها الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس ميشال سليمان وأدت الي تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة المقبلة لا تعبر عن دقة الاختيار ولا الالتزام بأصوله. ووصفت الكتلة في بيان لها عقب اجتماع عقدته امس برئاسة رئيس الوزراء الاسبق فؤاد السنيورة بان هذه النتيجة تشكل طعنة خبيثة في قلب النظام الديمقراطي اللبناني الذي افرغ من مضمونه وانتهكت حرمته نتيجة العمل المبرمج لإحداث انقلاب في الموازين باللجوء إلي أسلوب التهويل والتهديد المباشر وغير المباشر. واتهمت الكتلة حزب الله بالتلاعب بالديمقراطية من أجل ضمان سيطرة مصالحه ومخططاته وبانه وظف سلاحه ونفوذه في إجهاض خيارات الشعب اللبناني من مضمونها لاستكمال انقلابه علي النظام الديمقراطي وحجب إرادة الناخبين بالتهويل والتخويف. وأكدت الكتلة أن النظام الديمقراطي لا يستقيم تحت ضغط السلاح والتهويل, مشددة علي احترام الدستور وميثاق العيش المشترك والتزام مبدأ إحقاق العدالة عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتثبيت الأمن والاستقرار. واشارت إلي أن الطريقة والظروف التي أحاطت بعملية اختيار رئيس الوزراء المكلف لا تجعل منه رئيسا توافقيا أو وسطيا بل مفروضا علي اللبنانيين تم اختياره من حزب الله. وأشادت الكتلة بجماهير تيار المستقبل وقوي14 آذار التي عبرت عن غضبها واستنكارها لمحاولة تزوير إرادة اللبنانيين, مشددة علي التمسك بمؤسسات الدولة الضامنة لحقوق اللبنانيين وعودة سلطتها علي كل الأراضي اللبنانية لبسط الأمن والنظام. وأهابت الكتلة بانصار تيار المستقبل ضبط النفس, مشددة في الوقت ذاته علي حق اللبنانيين دون تردد ولا تراجع بالتعبير السلمي عن رأيهم. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إن المعارضة وجدت في ترشيح نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة المقبلة فرصة لتجنيب لبنان' معركة كسر عظام. وأضاف في كلمة امس بمناسبة ذكري أربعينية الإمام الحسين ' إن الحكومة المقبلة لا يقودها حزب الله ولكن كل هذه الافتراءات لمجرد التضليل في الداخل ولتحريض الخارج علي لبنان والمقصود هنا أمريكا. وتابع: نحن لسنا طلاب سلطة ولا طلاب حكومة, نحن حتي عام2005 لم ندخل إلي أي حكومة رغم اننا دعينا الي المشاركة مرات عديدة, كل ما كنا نقوله للحكومات المتعاقبة نحن حركة مقاومة للدفاع عن اللبنانيين ولاستعادة الارض والمقدسات. وأكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي امس انه سيبدأ مشاوراته مع النواب لتشكيل الحكومة الجديدة اعتبارا من غد. وكان المئات من أنصار رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري قد نظموا احتجاجا في شمال لبنان امس ضد احتمال تكليف ميقاتي المدعوم من حزب الله بتشكيل الحكومة المقبلة. وقال ميقاتي امس انه سيبدأ مشاوراته مع النواب لتشكيل الحكومة الجديدة اعتبارا من غد. كما اكد ميقاتي ان يده ممدودة لكل الفرقاء المتنافسين في لبنان بعد التظاهرات الاحتجاجية التي نفذها انصار الحريري احتجاجا علي استبعاده من رئاسة الحكومة. وقال ميقاتي في كلمة بعد تكليفه' تشرفت بمقابلة فخامة رئيس الجمهورية في حضور دولة رئيس مجلس النواب حيث اطلعني علي نتيجة الاستشارات الملزمة التي انتهت بعد ظهر امس بتسميتي رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة الجديدة. اضاف' سأنجز ان شاء الله زياراتي التقليدية الي اصحاب الدولة رؤساء الحكومات السابقين علي ان اجري الاستشارات مع الكتل النيابية ابتداء من يوم الخميس في مجلس النواب.' ودخل لبنان في ازمة سياسية بعد استقالة وزراء حزب الله وحلفائه من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في وقت سابق من هذا الشهر بسبب مسودة لائحة اتهام من قبل محكمة تدعمها الاممالمتحدة فيما يتعلق باغتيال والده رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام.2005 من جانبه ندد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري بمظاهر الشغب والخروج علي القانون التي شوهت أهداف التحرك الشعبي الذي دعا إليه تياره احتجاجا علي عدم تسميته لتشكيل الحكومة الجديدة. ورفض- في كلمة وجهها عبر التليفزيون- قطع الطرقات والتعدي علي الحريات وإحراق الإطارات, مشددا علي التزام المسار الديمقراطي, مبديا أسفه لتحطيم وإحراق سيارة تابعة لقناة( الجزيرة) القطرية في مدينة طرابلس والتعرض لقوي الأمن والجيش. وحذر من الدعوات المشبوهة لإثارة الشغب, داعيا إلي التزام الهدوء, وموضحا أن السلطة والعودة إلي رئاسة الحكومة ليست من أهدافه وإنما هدفه حماية الدولة من محاولات الهيمنة ومن المؤامرات وحماية السلم الاهلي والوحدة الوطنية. وأبدي الحريري تفهمه لمشاعر المتظاهرين وغضبهم, لكنه رفض أن يقود هذا الغضب إلي مخالفة العقيدة والقيم, منوها بكل مواطن شارك في التحركات الشعبية للتنديد بالهيمنة علي القرار الوطني. وطالب المتظاهرين المحتجين بالتعبير عن غضبهم برفع الأعلام اللبنانية فوق منازلهم وعدم توفير أية ذريعة لمن يعمل إلي جر الشارع نحو الشغب.