فيما يمكن وصفه بالمفاجأة المدوية, دشن المنتخب الوطني الأول لكرة القدمبداية ضعيفة وسيئة في مشواره بالتصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم بالخسارة أمام تشاد بهدف دون رد في عقر دار الأخير بات معها أمام حل وحيد وهو الفوز بفارق هدفين للتأهل وفارق أكبر من الأهداف لو أراد من أجل استعادة الهيبة والثقة قبل بدء الدور الثالث في حال صعوده واستكماله التصفيات. كل عناصر التفوق كانت متاحة أمام الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لتدشين بداية قوية له في رحلته بالتصفيات الإفريقية المونديالية خاصة وأنه حقق فوزا كبيرا علي نفس المنتخب تشاد قبل شهرين بخمسة أهداف مقابل هدف. ولكن أسفرت المواجهة في90 دقيقة عن سلبيات بالجملة وناقوس خطير كبير يهدد الكرة المصرية ويحتاج إلي حلول سريعة للتعويض بعد48 ساعة في برج العرب وأخري طويلة الأجل. منتخب مصر مع كوبر أثبت في تجربته أمام تشاد أنه منتخب النجم الواحد وهو محمد صلاح الهداف الأول للكرة المصرية في آخر4 سنوات والذي سجل22 هدفا دوليا في مسيرته يتواجد بها ضمن قائمة أفضل10 هدافين في تاريخ المنتخب المصري, فمع غياب محمد صلاح ظهرت سلبيات بالجملة. أهم أزمة ونقطة ضعف عاني منها المنتخب الوطني في اللقاء هو غياب صانع الألعاب الموهوب القادر علي ضبط إيقاع الملعب وتمويل زملائه بالتمريرات البينية والعرضية والطولية خاصة المهاجمين وهي مهمة كان يجيد تنفيذها بشدة محمد صلاح المحترف في روما الإيطالي والذي أصبح صانعا للألعاب بشكل أساسي منذ قدوم هيكتور كوبر, ويحسب ضد المدير الفني الأرجنتيني عدم استغلاله وجود صانع ألعاب الأهلي عبدالله السعيد30 عاما في تشكيلته الأساسية, وكذلك عدم وضعه حسام غالي34 عاما كابتن المنتخب ونجم الأهلي في التشكيلة وهو محور ارتكاز قادر علي بناء الهجمات. وكشفت مباراة تشاد النقاب عن حجم تأثير محمد صلاح في تشكيلة المنتخب خاصة وأنه أول غياب للنجم الواعد منذ4 سنوات كاملة, ولم يتوقف تأثير غياب صلاح فقط علي جانب أداء دور صانع الألعاب بل في استغلال مهاراته في تقديم حلول فردية تتيح له اختراق دفاع المنافس وتهديد مرماه. ومن يتابع اللقاء يجد تأثيرا آخر سلبيا عاني منه المنتخب يتمثل في عدم قدرة عمر جابر وصبري رحيل ظهيري الجنب في تمويل المهاجمين بالكرات العرضية بالقدر الكافي من الانطلاقات والدقة في نفس الوقت وظهرت نزعتهما الدفاعية بشكل كبير واضحة سواء كانت تعليمات من جانب كوبر أو فشلهما في استغلال وجود لاعبين أصحاب نزعة هجومية أمامهما في إحداث الربط خاصة عمر جابر ومؤمن زكريا يمينا وصبري رحيل مع كهربا يسارا, وعدم استغلال ظهيري الجنب من أخطاء كوبر ولكن في نفس الوقت يملك العذر أيضا في ظل افتقاده لخدمات الثنائي السريع حازم إمام الصغير ومحمد عبدالشافي للإصابة. ومن الأخطاء القاتلة لهيكتور كوبر خلال90 دقيقة عدم قراءة أزمة كبيرة أخري يعاني منها المنتخب في منطقة العمق وتتمثل في فشل الثنائي محمد النني وطارق حامد في ملء منطقة الارتكاز وظهور مساحات كبيرة بينهما مع ثنائي الهجوم كوكا وباسم مرسي وثنائي الدفاع دويدار وحجازي, وهو ما أفقد المنتخب القدرة علي بناء الهجمات, واللجوء باستمرار إلي التمريرات العرضية في منطقة الوسط, وكذلك ترك مساحات جيدة للاعبي تشاد للانطلاق في منطقة العمق وتهديد مرمي الشناوي. ومن سلبيات الدقائق ال90 في اللقاء, عدم معالجة أخطاء كبيرة ظهرت وفي مقدمتها غياب التنسيق والربط بين أحمد حسن كوكا وباسم مرسي رأسي الحربة اللذين كانا يتحركان معا بدون أن يؤدي أحدهما دور المهاجم الساقط لخلخلة الدفاع التشادي وكذلك لم ينجحا في استغلال عرضيات لكهربا الذي اعتمد عليه المدير الفني في مركز الجناح أكثر من صانع الألعاب. وهناك مكسب محدود للمنتخب الوطني في المقابل تمثلت في الظهور الجيد لأحمد دويدار28 عاما مساك الزمالك لأكثر من ساعة قبل خروجه مصابا, وشكل دويتو دفاعي قويا مع أحمد حجازي وتفوقا في قراءة الهجمات الطويلة للمنتخب التشادي وإجهاضها بسهولة وظهر تأثير دويدار الذي أجاد في تنفيذ دور رامي ربيعة في كرة الهدف الأول التشادي التي جاءت لفشل سعد سمير البديل في رقابة مهاجم تشاد وكذلك يعد الهدف صفعة في وجه هيكتور كوبر ومعاونيه الذين لم يتعلموا من لقاء الفريقين في سبتمبر الماضي الذي شهد هدفا شبه كاربوني من اختراق للجبهة اليسري وتمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء أسفرت عن هز شباك الشناوي, ولم يؤد عمر جابر دور الظهير المدافع في تلك الحالات. ومن السلبيات الخطيرة أيضا البطء في التمرير وهي نقطة سلبية عاني منها رباعي الوسط مؤمن زكريا وطارق حامد ومحمد النني وكهربا والأخير كانت سرعاته تظهر عندما يتجه صوب الجبهة اليسري في الثلث الأخير ولكنه عاني من الأنانية كثيرا في نفس الوقت. ويحتاج المنتخب إلي تعديل الكثير من أوضاعه في اللقاء المقبل والذي لا بديل خلاله عن الفوز أبرزها ضرورة البدء بالمخضرم حسام غالي في التشكيلة الأساسية إذا ما كان في حالته البدنية والفنية الطبيعية, ومنح الفرصة لعبدالله السعيد بشكل أساسي ليكون صانعا للألعاب أو منح الفرصة لعمرو وردة المحترف في بانيوليتكوس اليوناني وهو لاعب صغير السن ويجيد أداء دور صانع الألعاب واكتسب خبرات لا بأس بها من احترافه في أوروبا مؤخرا بخلاف مشاركته أساسيا برفقة الاتحاد السكندري مع شحن معنوي كبير خاصة في ظل وجود الجماهير خلال جولة الإياب لبث الروح القتالية في نفوس اللاعبين وهو عنصر غاب عن لقاء الذهاب بشكل واضح وكانت إرادة اللاعبين صفرا. ويجب التركيز بشكل أفضل علي توفير كرة سريعة لظهيري الجنب والتنبيه عليهما بأداء الدور الهجومي خاصة في ظل وجود مهاجمين يجيدون التسجيل من ألعاب الهواء وهو أمر يحتاج إليه الفراعنة للوصول إلي مرمي منافسه بكثافة في جولة الإياب. أشباه الفرص في90 دقيقة عبر90 دقيقة بخلاف الوقت المحتسب بدلا من الضائع.. كتبت المواجهة التشادية المصرية ظهور أشباه وأنصاف الفرص خاصة للمنتخب المصري في ظل سوء الأداء الكبير أغلب الفترات. البداية كانت مرعبة للجانب المصري الذي كاد يفتتح التسجيل في أول10 دقائق بعد هجمة قادها محمود كهربا من الجانب الأيسر وراوغ أكثر من لاعب ومرر كرة عرضية داخل منطقة الجزاء لأحمد كوكا الذي سدد بغرابة بجوار القائم الأيسر للمرمي التشادي. الشوط الثاني جاء أكثر قوة من الجانب التشادي الذي لاحت له5 فرص للتسجيل وهددت مرمي الشناوي ومنها جاء هدف المباراة الوحيد عبر إيزيكيل رأس الحربة في الدقيقة72 من رأسية عبر تمريرة عرضية من مورجان الجناح الأيمن, وسبقها تهديد عبر مورجان بتسديدة أمسكها الشناوي وأخري مرت بجوار القائم الأيسر للحارس المصري, فيما كانت أخطر الفرص في الدقيقة88 عندما تلاعب المنتخب التشادي بصبري رحيل ونجح مورجان في الدخول بحرية إلي منطقة ال18 وسدد كرة زاحفة تصدي لها الشناوي وحولها أحمد حجازي إلي ركنية لم تستغل. في المقابل كانت هناك أشباه فرص للمنتخب المصري أخطرها علي الإطلاق في الدقيقة90 عندما انطلق صبري رحيل من الجانب الأيسر ومرر كرة عرضية تجاوزت المدافعين وأعادها عمرو وردة بمهارة إلي أمام مرمي تشاد وهيأها كهربا لكوكا ولكن الأخير سدد بدلا من التمرير في يد الحارس. كما تصدي الحارس في الدقيقة82 لكرة عرضية من حسام غالي قبل أن تصل إلي قدم باسم مرسي الذي كاد أن يسجل الهدف الأول, وكانت هناك فرصة ثالثة في الوقت المحتسب بدلا من الضائع عندما حاز المنتخب المصري علي ركلة حرة مباشرة علي حدود الجانب الأيمن لمنطقة ال.18 الهزيمة الأولي للأرجنتيني تعتبر خسارة المنتخب الوطني أمس هي الأولي له في عام2015 وتحديدا منذ تولي هيكتور كوبر مسئولية المدير الفني والذي حقق انتصارين علي تشاد ومالاوي في تصفيات أمم إفريقيا2017 بالإضافة إلي الفوز الودي علي تنزانيا وغينيا الاستوائية وزامبيا. تعليمات من فايز محمود فايز مساعد المدير الفني ظهر في المشهد أكثر من مرة وهو يمنح عمرو وردة التعليمات ومن قبله حسام غالي قبل مشاركتهما في الشوط الثاني, وظل كوبر يشير له بضرورة نقل التعليمات حرفيا وظل يشير بيديه إلي ضرورة اللعب للأمام وعدم الاحتفاظ بالكرة. أول مباراة تعد المباراة هي الأولي في تصفيات كأس العالم علي الإطلاق لأكثر من لاعب في تاريخهم الدولي وهم طارق حامد وباسم مرسي ومؤمن زكريا وصبري رحيل والذين لم يكونوا ضمن حسابات بوب برادلي في تصفيات كأس العالم بالبرازيل عام.2014 باسم تاسع مرة للمباراة الدولية الثانية وأيضا للمباراة التاسعة, يفشل باسم مرسي مهاجم الزمالك والمنتخب الأول في تسجيل أي أهداف رغم مشاركته بشكل أساسي في ناقوس خطر كبير يهدد أفضل مهاجم في الموسم الماضي, حيث لم يسجل باسم مع الزمالك في7 مباريات والمنتخب في لقاءي زامبياوتشاد. مكافآت واحتفالات تشادية الجماهير التشادية ظلت لساعة كاملة تحتفل بالفوز التاريخي لفريقها علي نظيره المصري بهدف دون رد. وظلت تهتف لمرجان وإيزيكيل ثنائي الوسط والهجوم اللذين كانا أفضل لاعبي الفريق في مواجهة الفراعنة, ووعد الاتحاد التشادي بمكافآت مالية كبيرة في حال حصد تأشيرة التأهل في الإياب. سيلفي من روما صورة سيلفي نشرها محمد صلاح مهاجم روما الإيطالي والغائب عن اللقاء بداعي الإصابة له عبر صفحته الرسمية يظهر فيها متابعا اللقاء بين المنتخب المصري ونظيره التشادي في بداية التصفيات, وتمني التوفيق لزملائه قبل أن يطالبهم صلاح بعد اللقاء بالتعويض في جولة الإياب. وثيقة المباراة: حقق المنتخب التشادي فوزا صعبا ومستحقا علي نظيره الوطني بهدف مقابل لا شيء في اللقاء الذي جمع بينهما مساء أمس في ملعب إدريس محمد في ذهاب الدور الثاني للتصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا.2018 وبات المنتخب المصري في حاجة إلي الفوز بفارق هدفين خلال جولة الإياب لحسم تأهله للدور المقبل وسجل هدف المباراة الوحيد إيزيكيل في الدقيقة72 من عمر اللقاء. التشكيل: مصر: أحمد الشناوي حارسا أحمد دويدار وأحمد حجازي وعمر جابر وصبري رحيل ومحمد النني وطارق حامد ومحمود كهربا ومؤمن زكريا وأحمد كوكا وباسم مرسي تشاد: جيرالد ديارا حارسا وكيفين نيكس وبيادوم وليجر وسيزار أبايا وهيرمان دومنا ورودريجي نينجا ولابو ومورجان وإيزيكيل ومبايام نيكيامبي. وردة وريث22 ارتدي عمرو وردة صانع ألعاب بانيوليكتوس اليوناني القميص رقم22 الشهير الذي ارتداه أسطورة الكرة المصرية محمد أبوتريكة بشكل منفرد في الفترة بين عامي.2013-2004 قبل اعتزاله اللعب الدولي وشارك وردة22 عاما في الشوط الثاني من اللقاء.