تحول الغضب بداخلها إلي وحش يلتهم كل شيءويكسر كل الأعراف والسنن الكونية, والتجرد من المشاعر الإنسانية عندما أقدمت علي تلك الجريمة البشعة التي كان ضحيتها طفلا مازال رضيعا لم يبلغ الفطام بعد فرغم أنها أم تزوجت وحملت ووضعت وأرضعت وشعرت بكل المشاعر الإنسانية للأم إلا أن قلبها كان أقسي من الحجر. اشتعل غضب السيدة بمجرد أن تزوجت ابنتها من رجل لا تعرفه وعاشت معه دون موافقتها, وهو الأمر الذي لم تقبله أم الفتاة وظلت معارضة لهذا الزواج باستمرار وأعلنت عن إنكارها لكل ما يربطها بابنتها وحياتها بعد أن اعتبرتها مارقة عنها. مرت شهور عاشت فيها الفتاة مع زوجها وهي تنتظر مولودها الأول, وظنت أنه بقدوم المولود الجديد قد يحن قلب أمها وتنسي زواجها بغير رضاها وعلمها, وظلت تحافظ علي هذا الجنين خيط الأمل الوحيد لعودة علاقتها بأمها. وفي أحد الأيام كانت الحياة علي موعد لاستقبال ضيف جديد قد يعيد علاقة الابنة بوالدتهاودخلت الابنة المستشفي لوضع مولودها وبمجرد علم الأم بذلك توجهت للمستشفي وقررت التفوق علي الشيطان في الكفر والمعاصي والتخلص من هذا الطفل الجديد فحملته وكلها حقد وكره له وألقتهوفي أحد الشوارع بمدينة طامية بالفيوم في أحد الأماكن المهجورة حتي لفظ أنفاسه الأخيرة ولأن العناية الإلهية لم تترك دم الملاك البريء كان الأهالي هم من عثروا علي الرضيع وأبلغوا عنه الشرطة حتي تكشفت جريمة الجدة الملعونة. كان اللواء ناصر العبد, مدير أمن الفيوم قد تلقي إخطارا من مأمور قسم شرطة طامية يفيد بعثور أهالي مدينة طامية علي طفل حديث الولادة ملفوف في قطعة قماش ومربوط الحبل السري بأحد شوارع المدينة. وحضرت إلي القسم ربة منزل تدعي شيماء27 سنة وأقرت أنها والدة الطفلولم تقر باسم والدهوأكدت أنها كانت متزوجة وانفصلت عن زوجها وتقيم في منزل والدها بإحدي قري مركز طامية بالفيوم. وبسؤال والدتها أكدت أن ابنتها كانت حاملا وقامت بتوليدها وتخلصت من الطفل بإلقائه في المكان الذي عثر عليه فيه لعدم علمها بوالد الطفل. تم تحرير محضر للأمووالدتهاوإخطار النيابة التي تولت التحقيق.