علي النقيض من المشاجرات التي تدور رحاها بين الجمهوريين فان الحزب الديمقراطي يعد الأوفر حظا حتي الآن في السباق نحو البيت الأبيض, ففي المناظرة الأخيرة بين هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة ومنافسيها لقياس مدي تقدمها والتعرف علي المنافسين الذين فشلوا من خلال حملاتهم الانتخابية المفردة في جذب الجماهير أو وسائل الاعلام لهم أثبتت هيلاري أنها ذكية وصعبة المراس ولا تخجل من شرح الموضوعات المعقدة. وحاول احدهم توجيه لكمة لكلينتون من خلال اعتراضه علي تصويت كلينتون علي حرب العراق واعتبر انها غير مؤهلة للحكم. الا ان كلينتون اختارت نداء( الشفقة) عندما قالت: باراك اوباما اختارني كي أكون وزيرة خارجيته. هيلاري كلينتون حاولت جاهدة التغطية علي فضيحة البريد الالكتروني التي استخدمت من خلالها بريدها الشخصي في أمور تتعلق بمسائل حكومية, حيث قالت بذكاء: الناس تعبوا من السماع عنها ولم يضغط عليها احد من المنافسين لشرح كيف ستحصل علي تعاون روسيا بشأن سوريا او بشأن أي قضية أخري. ولم يطعن احد في فكرة مثيرة للسخرية وهي تدخل أمريكا في ليبيا وقت ان كانت هيلاري وزيرة للخارجية مما أدي الي سقوط ليبيا في الفوضي العنيفة! وكما تقول مجلة( فورين بوليسي) الامريكية فان كل من هيلاري وحاكم ولاية أوهايو جون كاسيش يتشابهان في ان كليهما منافق وكليهما عرضه لخطر ان تشعر بالملل في الاستماع اليها. وحول المعلومات الاستخباراتية قال المرشح ساندرز أن الرئيس اوباما لا يفاضل بين الامن والحريات المدنية واقترح سياسة مغايرة من خلال وقف المراقبة الداخلية علي المواطنين ودافعت كلينتون عن هذه العملية واعترفت ان هناك توازن يصعب تحقيقه بين الخصوصية والامن والحريات المدنية. وعلي اساس هذه المناقشة فان الديمقراطيين لا يعتقدون ان الامن القومي هو قضية كبيرة للناخبين. فلم يعرب احد عن قلقه بان العالم اصبح مكانا أكثر خطورة مما كانت عليه عندما تم انتخاب الرئيس أوباما بينما يضع الجمهوريون رهانا كبيرا علي ان الناخبين يشعرون بالقلق ازاء تصاعد موجة من الصراع والفوضي في العالم ولكن اذا كان الجمهوريون علي صواب لماذا يستمع الناس للديمقراطيين اكثر من الجمهوريين! ويري الجمهوريون أن الفرق الوحيد الذي اوضحته كلينتون من خلال هذه المناظرة أنها لا تختلف عن أوباما الا لكونها امرأة!