الفارق كبير وكبير جدا بين الشعوب التي تتصدي لمشكلاتها وتخوض معاركها دفاعا عن أوطانها وتلك التي تعتمد علي الخارج انتظارا لقرارات لن تأتي أبدا وفقا لمصالحها العليا وإنما لخدمة أهداف وأغراض أخري دروس محاولات الاستقواء بالقوي الخارجية تبدو واضحة وجلية في لبنان الذي يعود مجددا ليقف علي حافة الهاوية, بل ونخشي أن يكون قد بدأ بالفعل في الانزلاق أليها. عندما وصلت الأمور الي طريق مسدود تدخلت بعض العواصم ذات التأثير, ولكن الحديث الجاد عن صدور القرار الظني والخاص بالمحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري والتسريبات التي تؤكد توجيه الاتهام لحزب الله, أدي ذلك كله الي البحث عما يسمي بالمبادرة القادمة من السعودية وسوريا واطلق عليها اختصارا س. س وكثرت الاجتهادات والتحليلات والتصريحات والمواقف المؤيدة والمتحفظة والمعارضة, وطوال الفترة الماضية لم يكن هناك صوت يعلو فوق تلك المبادرة في وسائل الاعلام التي أدت هي الأخري دورها حسب التقسيمات الموجودة لتأييد هذا الطرف الخارجي أو ذاك, وذهب البعض الي أن الاتفاق سيكون علي حساب القرار الظني تجميدا وتعطيلا. وجاءت الحقيقة خلاف ذلك كله, وأعلن ميشيل عون المتحالف مع حزب الله عن وفاة المبادرة وفشلها, ولكن المفاجأة الفعلية هي ما قاله السفير السعودي في بيروت من أنه لا وجود أصلا لتلك المبادرة المزعومة, وأعطي درسا أضافيا بالتأكيد علي أن الحل لن يكون ب س. س وانما ب ل. ل أي بالاتفاق اللبناني اللبناني فقط لا غير. إذن حروف الحل موجودة بين الأطراف والقوي الداخلية التي كان يمكنها الاجتماع والاستماع لصوت العقل بما تفرضه مصالح الوطن وليس البقاء بلا حراك علي أمل حدوث المعجزات أو أن تقرر العواصم العالمية والاقليمية مصير البلاد. وهكذا بات الوضع أكثر صعوبة وتعقيدا, و الساعات والأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة في تاريخ لبنان والمنطقة بأسرها. muradezzelarab@hotmailcom