استنكر مثقفون ما حدث من حرق كتب داخل مدرسة بالجيزة بدعوي انها كتب تدعوا لللتطرف والإرهاب, مؤكدين ان حرق الكتب لا يساعد في محاربة الأفكار التي تحتويها لان مواجهة الافكار يكون بالافكار ايضا لكن الحرق والمصادرة يدعو القراء الي البحث عنها وقراءتها فيعطيها اهمية اكبر الي جانب ان من قام بالحرق هم مسئولون عن العملية التعليمية مما وصفها المثقفون بالكارسة لان هؤلاء من يعدون الأجيال القادمه وطالبوا بمحاسبة المسئولين عما حدث, خاصة ان هذه واقعة الحرق الثانية بعد حرق كتب بنفس الدعوي في مكتبة عامة بالغردقة في أغسطس.2014 وكان موقف وزارة الثقافة لا يختلف عن موقف المثقفين فقد اصدرت بيانا استنكرت فيه الحادثة معتبرة ان هذا المشهد يعيد إلينا مرة أخري مشهد حرق كتب ابن رشد. قال الروائي مكاوي سعيد انه ضد الحرق علي اطلاقه فالفكر لا يحارب بالحرق فابن رشد قال الافكار لها اجنحة وعندما نمنع كتابا تكون النتيجة عكسية فتزداد الرغبة فيه, لذلك فالحرق ياتي بنتيجة عكس ومحاربة الفكر تكون بالرد عليه, بجانب ان من قيم الكتب ليس لديه اي فكرة, ولابد من محاكمتهم, ومعني حرق الكتب انك عاجز عن الرد عليها وبذلك يكون هو الاقوي. واضاف الناقد د. هيثم الحج علي نائب رئيس هيئة الكتاب أن حرق الكتب فكرة همجية في كلمة مأثورة ان الذين يبدأون بحرق الكتب ينتهون بحرق البشر فحرق الكتاب ليس معناه اننا قضينا علي الفكرة فالحرق والمصادرة هو ترويج اكثر فمواجهة الكتاب تكون بفكرة وكتاب, وباعتباري اعمل في مجال نشر الكتب بالهيئة فالكتاب مثل ابني فايا كان الكتاب مختلفين معه او به فكر متطرف فمن يواجهها فكرة بناءة وفكر معتدل فانا ادعوا ان لو هناك كتاب به فكرة غير جيدة انشره ومعه رد من خلال لجنة من المتخصصين فاي كتاب يعد جزء من تراث الانسانية حتي لو كان سيئا, ونحن في عصر مفتوح الكتب موجودة علي الانترنت وسهل البحث عنها بسبب المنع ويمكن ان يقتنع الباحث عنها بها. وأوضح الناقد د. مدحت الجيار لابد من ان نطالب وزارة التعليم والشباب والجامعات بعمل جرد لقوائم المكتبات لمعرفة الموجود بها بالضبط من كتب ومن هذه الكشوف نطلب من المختصين استبعاد الكتب التي تحمل افكارا هدامة للمجتمع او الفرض للتخلص منها بطريقة علمية, في هذه الحالة يكون قد تعرفنا علي محتويات المكتبات لنعيد تزويد هذه المكتبات بكتب جديدة تعالج اي مشكلات خلقتها الكتب التي دستها بعض الأيادي المغرضة لتضليل ابنائنا. وأضافت الكاتبة د.هويدة صالح: أنا ضد حرق الكتب بشكل عام لأن هذه اهانة لمصر وثقافتها وتعليمها وهذه الحادثة تؤكد أن هناك تغييب شديد يعطون من خلاله مثل للطالب سيء ودعوة للممارسة الارهابية فبعد حريق الكتب بالمدرسة سيتعلم الطالب ان كل شيء لا يعجبه يحرقه, لذلك يجب محاسبة المسئول ويتحاكم, فهل هؤلاء الذين يصنعون اجيال قادمة ومسئولين عنها؟, فاذا كانت هناك كتب متطرفة وتدعوا للعنف كون لجنة وصادرها من المدرسة لكن لا تحرقها وتصور ما تفعل وانت ترفع علم مصر, وما حدث يؤكد ان القائمين علي العملية التعليمية لن ينتجوا اجيال مستنيرة فالمدارس بها مشاكل كبيرة لايمكن السكوت عليها, فلدينا مشاكل في وعي المدرسين والقائمين علي التعليم. وقال الشاعر ميسرة صلاح الدين إنه لا عجب الان من حرق الكتب كشكل من اشكال المقاومة والاعتراض علي الافكار التي تحتويها, فتاريخ البشرية مليء بحالات مماثلة كحرق كتب كونفشيوس في الصين القديمة وحرق مؤلفات الحكماء علي يد قياصرة روما وحرق الكثيرمن مؤلفات المتصوفة والعلماء في عصور مختلفة العجب اننا لليوم لم نستوعب ان تلك الطرق لا تثمر علي الاطلاق وان الافكار تبقي وان الكتب تعاد طباعتها وما الحرق ألا وسيلة عاجزة في التغيير, فلا بد ان نتيقن ان الفكر لا يواجه الا بالفكر والحجة لا تقاوم الا بالحجة والبينة لا يقابلها الا بينة مثلها. وأضاف ربما كان علي العديد من المؤسسات دور كبير في تلك المواجهات الفكرية الشرسة وربما كان المواطن العادي لا يستشعر بان تلك المؤسسات تقوم بواجبها الفكري علي الوجه الامثل فيلجأ لطرق بديلة للتعبير عن نفسه ولكن في النهاية لاتوجد جدوي حقيقة من اي شكل من اشكال العنف والقمع والحرق تجاه الافكار وان كانت متطرفة فالفكر المنظم المستنير الذي يدعم التعددية هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة وضمان الاستقرار.