تزينت الأرض و الجدران بدار الاوبرا المصرية بالقلوب و الزهور و الألوان الحمراء و الأضواء احتفالا بعيد الحب و قدمت أوركسترا القاهرة السيمفوني حفلا بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي و مشاركة الدكتورة إيناس عبد الدايم( فلوت)والإيطالي فيديريكو مونديلي( ساكس فون) مع كورال(( اكابيلا)) قيادة مايا جيفري قدم الحفل برنامجا متنوعا من المؤلفات الكلاسيكية التي تحتفي بعيد الحب وبدأ بافتتاحية(( دونا ديانا)) التي كتبها إميل فون ريزيتشيك عام1984 و أصبحت من اشهر اعماله الموسيقية. قدم الأوركسترا فالس زهور من الجنوب مصنف388 يوهان شتراوس الإبن و فالس أغاني الحب يوهانس برامز و لعبت الدكتوره إيناس عبد الدايم مجموعة من مؤلفات استوربياتسولا بمصاحبة الأوركسترا منها( تاريخ التانجو) و هومن أهم و أشهر اعمال بياتسولا انتشارا حيث يرسم في هذا العمل تاريخ موسيقي التانجو في أربع حركات موسيقية فنجد الحركة الأولي بورديل1900)) تعبر عن دور موسيقي التانجو في المجتمع الأرجنتيني و انتشارها في حانات البورديل التي يتردد عليها الرجال و النساء للتعارف أما الحركه الثانية(( كافيه1930)) يتناول فيها دور موسيقي التانجو التي انتقلت من حانات البوردويل إلي المقاهي لتكون بمثابة موسيقي راقية خفيفة, و يتناول في الحركة الثالثة (( الملاهي الليلية أو النادي الليلي196)) و يقصد بها مكانة موسيقي التانجو في الستينيات من القرن العشرين و التي بدأت تخرج من القالب التقليدي لتمتزج بأنواع أخري من الموسيقي, و الحركة الرابعة و الأخيرة(( حفل اليوم)) و فيها يعبر عن ظهور موسيقي التانجو علي المسارح الكلاسيكية بدلا من اقتصارها علي الحانات وتقديمها من خلال أساليب التأليف الموسيقي الحديث و الهارمونية الغير تقليدية. عزفت الدكتورة إيناس عبد الدايم مقطوعات بياتسولا علي آلة الفلوت بمصاحبة الأوركسترا بمهارة فنان متفرد الحس واحتضن عزفها طاقة شعورية عميقة. جعلت الجمهور في تفاعل حسي مباشرمع الموسيقي التي جسدت و احتفت بقيمة الحب. تلاها عزف الإيطالي فيديركو موندليتشي الذي يعدأحد أهم عازفي الساكس فون خلال العشرين عاما الماضية والذي مثل إيطاليا في العديد من محافل الساكس فون الدولية وقدم فيديريكو للمؤلف روبرتو مولينيللي(( اربع صور من نيويورك للساكسفونو البيانو و الأوركسترا)) كتب مولينيلي هذا العمل عام2001 و يظهر فيه انبهار المؤلف بمدينة نيويوركالأمريكية و صاغ العمل في أربع حركات, الأولي ترسم ألوان سماء نيويورك قبل شروق الشمس و انعكاس ضوئها في الصباح لذلك نجد الحركة تبدأ بلحن موسيقي بسيط من الآلات الوترية تتغير بالتدريج إلي أن يصل الي ذروته حتي تتداخل معه آلات الأوركسترا معبرة عن شروق الشمس في سماء نيويورك, الحركة الثانية نجدها في أسلوب التانجو ليهديها إلي أستاذ موسيقي التانجو في القرن العشرين(( استوربياتسولا)) و في الحركة الثالثة و الرابعة يعبر عن زخم الحياة في مدينة نيويورك من خلال موسيقي الجاز والسيوينج الأمريكية التي تشتهر بها حانات برودواي. في النهاية نجد نبضات الحب بايقاعها الرومانسي في عزف متفرد المهارة و الموهب هو تبادل العزف علي قلوبنا بين الدكتورة ايناس عبد الدايم و الإيطالي فيديريكو في عيد الحب بقلوب محبة للجمال بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفوني وقيادة المايسترو أحمد الصعيدي في احتفالية رسمت أركانها دار الحب و الجمال و الفن و العطاء دار الاوبرا المصرية بإيقاعات راقية تدعو لدفء المشاعر و إعلاء قيمة الحب.