لأن الإبداع لا يعترف بالعقوبات الاقتصادية ولا يسمح للصراعات السياسية والمصالح الاستعمارية والتمييز العنصري علي أساس الدين أو العرق, ولا للحدود أن تحد من طموحاته في إمتاع جماهير الفن السابع في جهات العالم الأربع, قررت لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي الدولي المكونة من7 أعضاء برئاسة المخرج والمنتج الأمريكي دارين أرونوفسكي منح الفيلم الإيراني الذي تحدي به مخرجه جعفر بناهي حظرا مفروضا عليه في بلاده وقام بتهريبه إلي برلين للمشاركة في الدورة الخامسة والستين للمهرجان تاكسي بجائزة الدب الذهبي كأفضل فيلم, والتي تمثل أعلي جوائز المهرجان برليناله. فيما اقتسم جائزة أفضل مخرج مناصفة الروماني رادو جود عن فيلمه أفيرمي والبولندية مالجورزاتا سوزومكسا عن فيلمها بادي في فوز مزدوج لسينما وسط أوروبا, وتدور أحداث فيلم أفيريم لرادو جود في غرب رومانيا في القرن التاسع عشر, في حين أن فيلم بادي لسزوموسكا يستكشف الموت والحداد. وفاز الممثل توم كورتناي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم45 عاما للمخرج البريطاني أندرو هايج الذي يحكي قصة زواج في أزمة, بينما فازت شارلوت رامبلينج بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم نفسه. كما فاز الفيلم البرازيلي الذي تدور أحداثه حول مدبرة منزل, ينقلب دورها في الأسرة التي تعمل لديها رأسا علي عقب بعد الوصول غير المتوقع لابنتها الشابة, بإحدي جوائز الجمهور الرئيسية في المهرجان. وفازت المخرجة آنا مويلايرت من ساو باولو بالجائزة عن فيلمها كيو هوراس إيلا فولتا( أو الأم الثانية) الذي عرض في قسم البانوراما للأفلام الفنية- التي تعني بالجمهور أو الإيرادات- وصناع السينما المستقلين. وخلال المهرجان الذي امتد ل11 يوما, طلب من رواد السينما أن يقيموا ال52 فيلما المعروضة في قسم البانوراما علي بطاقات يحصلون عليها بعد مشاهدتهم للأفلام, حيث صوت31200 شخص. شهد المهرجان منافسة شديدة بين أفلام اكسكانول للمخرج جايرو بوستامانتي من جواتيمال, وفيلم تشا فا كون فا( أب كبير وأب صغير وقصص أخري) للمخرج الفيتنامي فان دانج دي, والذي عرض في اليوم الأخير للمسابقة الرئيسية بالمهرجان, ويدور حول مجموعة من الأصدقاء الشبان الذي يحاولون تحقيق شيء في المجتمع الفيتنامي ولا يزالون يكافحون مع تداعيات20 عاما من الحرب. أما فيلم إكسكانول الذي يصور منطقة سفح بركان, للمخرج بوستامانتي, فهو أول فيلم جواتيمالي يشارك في المسابقة الرئيسية بمهرجان برلين السينمائي. ويعد مهرجان برلين واحدا من أهم ثلاثة مهرجانات سينمائية في العالم إلي جانب مهرجاني كان والبندقية. ويتردد أيضا أن المهرجان الذي عرض حوالي440 فيلما علي مدي الأيام العشرة الماضية, ربما يكون أكبر مهرجان سينمائي في العالم. كما شارك في المنافسة علي الجوائز الكبري أيضا فيلمان من تشيلي- النادي للمخرج بابلو لارين الذي يكشف كيف وفرت الكنيسة الكاثوليكية المأوي لأربعة من القساوسة الشواذ جنسيا, وزر اللؤلؤ للمخرج باتريسيو جوزمان. ويعد فيلم جوزمان إضافة جديدة إلي سلسلة طويلة من الأفلام التشيلية التي تناولت ديكتاتورية أوجستو بينوشيه. وجاء الفيلمان اللذان نالا إشادة كبيرة في المهرجان من ألمانيا: وهما فيلم فيكتوريا الذي يدور حول سرقة بنك وأخرجه سيباستيان شيبر وفيلم للمخرج أندرياس دريسن والذي تدور قصته حول مجموعة من المراهقين في لايبزيج يتعاملون مع حريتهم الجديدة التي حصلوا عليها في أعقاب سقوط جدار برلين.