تستضيف قاعة الباب سليم الملحقة بمتحف الفن الحديث بالأوبرا، اليوم الثلاثاء معرضا استيعاديا للفنان الراحل حسن راشد يضم العديد من إبداعاته فى مجال الفن الشعبى، يفتتحه الدكتور أحمد عبدالغنى رئيس قطاع بحضور لفيف من الفنانين والجمهور، يستمر المعرض حتى 12 فبراير الجارى. يقول الدكتور أحمد عبدالغنى رئيس قطاع الفنون التشكيلية استطاع الفنان أن ينقل إبداعاته من خلال بيئته الشعبية الخالصة على سطوح لوحاته، فى مشاهد تسجل عادات وتقاليد أهلها فى جميع مناسباتهم، وتعد لوحاته أشبه بالرواية الشعبية أبطالها أناس بسطاء يمارسون حياتهم بتلقائية وعفوية لكن بأسلوب رمزى سهل نابع عن حس مصرى خالص، ومن شدة تأثره بالحياة الشعبية جاب أرجاء الريف والحضر والبادية شرقا وغربا، ليجعلك تشجع حطابا أو راقصا بالحصان، حتى تجد نفسك واحدا من بين أبطال أعماله الفنية تستمع بعزف الربابة ونغمات الناى، وتشاهد التنورة بألوانها الزاهية، فرحاً بعروس المولد أو تلهو بفانوس رمضان، هى أجواء مصرية ساحرة يتذوقها المتلقى فى إبداعات الفنان الذى توفى عام 2008، مشيرا إلى أنه استطاع وبشغف النهل من فيض هذا الطيف الجمالى البديع، ولم يبتعد يوماً عن هذا المنحى الإبداعى وكأنه واجب وطنى يؤديه بطريقته الخاصة، حتى باتت أعماله لا تخطئها عين المشاهد حتى أصبح واحداً من أشهر فنانى الفن الشعبى. ومن جانبه أشار الناقد الفنى د. أحمد رأفت إلى أن لوحات الفنان تستدعى حين نتلقاها بأبصارنا ومشاعرنا وحواسنا كمتذوقين للفن كل ما تعلمناه وعرفناه عن التقنية الفنية وكيفية الوصول من جانب المبدع إلى رهافة التعبير، فقد حملت تصاويره روح الفلاح والعامل، المرأة والرجل، الطفل والشيخ، حتى النبات والحيوان فى قوالب فنية مصرية شعبية خالصة، ولم تقف مصريته عند حدود الرسم بل ظهرت فى مناح إبداعية أخرى مثل كتاباته وأشعاره المتميزة، فلا شك أن تلك السيطرة على الأداء لا يتأتي إلا من خلال استعداد خاص وقناعة عميقة بكل كنوز التراث وما تبلور عبر مراحله المختلفة من مبادئ وقوانين وأسس أكاديمية تؤدى إلى امتلاك لغة الفن عند من وهبوا ملكات الإبداع.