قضي إبراهيم الصياد26 شهرا في ماسبيرو, رئيسا لواحد من اهم القطاعات باتحاد الإذاعة والتليفزيون, وهو قطاع الاخبار, منذ إبريل2011 وحتي30 يوينو2013 وهي فترة عاصر خلالها إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد عقب تنحي مبارك, ومن بعده حكم جماعة الإخوان, وصولا إلي ثورة30 يونيو وما تبعها من أحداث. في كتابه الجديد اللحظات الحاسمة... شهادة من قلب ماسبيرو, والمقرر أن يصدر بالتزامن مع انطلاق الدورة السادسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب, يروي الصياد العديد من اسرار تلك المرحلة الفارقة في تاريخ مصر, وقد اختص الأهرام المسائي بأهم التفاصيل التي دونها في كتابه, عن تلك المرحلة. يحكي الصياد وقائع لقائه الأول بوزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود قبل توليه حقيبة وزارة الإعلام, حينما جاء مع مجموعه تضم عناصر من الحملة الخاصة بالرئيس الأسبق محمد مرسي, لمناقشة موضوع المناظرة بين شفيق ومرسي, وكان جميعهم يتحدثون فيما عدا شخصا واحدا لا يتحدث الا قليلا, وصوته هادئ عرفت أن اسمه صلاح عبد المقصود. سمح الصياد بظهور المذيعات المحجبات علي الشاشة, وكان هذا احد اهم قراراته التي اتخذها منذ تولي قطاع الأخبار, قبل ان يفاجأ تاليا بصلاح عبد المقصود يكشف لي عن مخاوفه من ذلك, حينما قال له: خايف الناس يقولولي انت بتأخون ماسبيرو, الا ان الصياد قال له إن هذا القرار تم اتخاذه في عهد الوزير أحمد أنيس. ويضيف الصياد: الحقيقة أنني من خلال تعاملي معه اكتشفت أنه مجرد ناقل لتعليمات مكتب الارشاد, الذي كان يقيم حينذاك في قصر الاتحادية, اذ لم يكن لعبد المقصود أي قرارات, حتي انني عندما استدعيت أنا والدكتور ثروت مكي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقتها, من قبل مسئول الأمن بقصر الاتحادية, فوجئت بمن يوجه لنا الاتهام بأن رئيس الدولة يهاجم ويتعرض لانتقادات في تليفزيون الدولة, وتحديدا في قناة النيل للأخبار, ودافعت وقتها عن وجهة نظرنا واننا نتعامل مهنيا في إطار التوازن الإعلامي, وقد وجدت بعد ذلك صلاح عبد المقصود يناقشني في نفس الأمر, فأبلغته بأن كل ضيوف جماعة الإخوان الذين يحضرون اللقاءات ضعاف, وطلبت منه أن يكون هناك ضيوف أقوياء للحديث عن القضايا السياسية المهمة, والحقيقة أنني كنت أتعجب أن أغلب قيادات الجماعة كانوا يذهبون للقنوات الخاصة, ليحصلوا علي مقابل بينما يرفضون تليفزيون الدولة لانه لا يدفع. لم يكن صلاح عبد المقصود وحده رجل الإخوان في ماسبيرو, حسبما يقول الصياد, ولكن كان هناك آخرون يترك له مهامه, مثل ياسر علي, الي جانب مجموعة اخري كانوا اقرب للمخبرين وكان علي رأسهم شخص يدعي أحمد عبدالعزيز, وقد لمست أن السبب في وجود آخرين مع عبد المقصود هو أنه لم يكن مرضيا عنه من الإخوان أنفسهم, مثل أحمد عبد العاطي مدير مكتب محمد مرسي, حينما تحدث عنه معي بأسلوب لا يوجد به أي نوع من أنواع الاحترام, وهو السبب الذي أدي إلي وجود مكتب لرصد ما يذاع في ماسبيرو, تحت قيادة أحمد عبد العزيز مخبر الإخوان في التليفزيون, وقد كان هذا المكتب يتدخل في كل شيء, فلم يتركوا برنامجا الا ويبدون ملاحظاتهم عليه, وقد ظهرت هذه السيطرة بشكل واضح في إذاعة راديو مصر, لدرجة أنهم ألغوا برنامج محمد علي خير لانه كان يهاجم الإخوان والحكومة, بل أن رئيس راديو مصر تعرض لأزمة قلبية بسبب هذه التدخلات من هذا الرجل, كما وجهوا لي تهديدات وتوعدوني بعد انتهاء فترة30 يونيو. لم تتوقف تدخلات مخبر الإخوان في ماسبيرو أحمد عبد العزيز, عند هذا الحد, لكن فور تعيين شكري أبو عميرة رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون, وكان في نفس الوقت يشغل منصب رئيس التليفزيون, طلب عبد العزيز أن يأخذ مكتبه ليكون مقرا له, لمتابعة أحوال ماسبيرو إلا أن أبو عميرة رفض تماما, ثم حاول التواجد في قناة النيل للأخبار وكاد الموظفون أن يضربوه, ووقتها أخبرت وزير الإعلام أنني غير مسئول عن أي شيء يحدث له علي أيدي الموظفين بالقناة, وفي يوم21 يونيو2013 خرج من ماسبيرو ولم يدخله حتي الآن. يروي الصياد في كتابه, قصة لقائه الأول بالرئيس الأسبق محمد مرسي, ويقول: دعيت إلي اجتماع مع عدد محدود من الصحفيين والإعلاميين, وكانت المرة الأولي التي اتعرف فيها عليه عن قرب, سألته سؤالا لكن لم يفهمه, وكنت قد قلت له: كل رئيس يتبني مشروعا قوميا واتمني ان تتبني مشروعا ليلتف حوله الشعب, وكنت أقصد من ذلك أن يضم المؤيدين والمعارضين له في مشروع واحد, لكنه قال إجابة أخري ومن ضمنها عبارة: لكل حاكم سيف وأنا لي سيف ولم أستخدمه بعد, فعرفت أنني أمام مشروع ديكتاتور جديد. فضل الصياد الالتزام بالمهنية والحياد عند تغطية التليفزيون الرسمي لأحداث30 يونيو, لكنه رفض أن يكون هناك اتصال بوزير الإعلام صلاح عبد المقصود, ويقول عن ذلك: قررت أن يكون التواصل بيني وبينه من خلال شكري أبو عميرة رئيس الاتحاد وقتها, ولم يكن لعبد المقصود أي قدرة علي أصدار القرارات, فقد كان الأمر في يد مكتب الرئاسة, وتعرضنا في هذا التوقيت للسب, واننا لا نقدم إعلاما مهنيا, ونركز علي التحرير وتركنا ميداني رابعة العدوية والنهضة وهو ما لم يحدث. يرصد الصياد في كتابه بعض اللحظات الصعبة التي تعرض لها فور توليه موقعه, حيث طلب منه أن يتم استبعاد المذيعين الذين شاركوا في التغطية الاخبارية طوال فترة ال18 يوما لثورة يناير, إلا أنه رفض لانهم كانوا عبد المأمور كما أنهم يتميزون بمستوي عال من الكفاءة, ولهذا خفف ظهورهم الإعلامي تجنبا للضغوط الممارسة عليه, كما قام بمسابقة للمذيعين الجدد ليتواجدوا علي الشاشة وهم الآن نجوم في التليفزيون المصري والقنوات الخاصة.