لا يمكن لأحد أن يشكك في الجهد الكبير الذي بذله عصام عبد الفتاح من أجل إعداد جيل جديد من الحكام ستجني الكرة المصرية ثماره فيما هو قادم من الأيام.. ونجحت تجربته إلي حد كبير قياسا علي الظروف الصعبة الحالية وعلي رأسها حالة الفوضي الإعلامية والتحليلية والإدارية التي تفشت كالوباء دون ضابط ولا رابط. ولا يتخيل أحد أن يدير حكم في بداية مشواره مباراة سواء كانت مهمة أو غير مهمة تحت إرهاب بالرغم من أن المدرجات خالية من الجماهير مكتظة بمسئولي الأندية الذين يشبعون فيهم تهديدا ووعيدا تارة في الملعب وتارة أخري علي الشاشات وثالثة في مذكرات رسمية تطالب باستبعادهم من إدارة مباريات معينة. هذا الجيل الجديد من الحكام كان يستحق من الجميع التشجيع والحماية, لا الشتائم التي يكيلها واحد مثل رئيس نادي الزمالك مثلا والمؤسف أن مجلس إدارة اتحاد الكرة بضعفه وتردده وانتمائه يدخل طرفا مسيئا لهم, ولا يوفر للتجربة التسهيلات التي تجعل الحكام يكتسبون الخبرة ويشقون طريقهم إلي المحافل الأفريقية والدولية بعد أن غاب التحكيم المصري في السنوات الأخيرة عن الأضواء إلا قليلا! وإذا كان هذا هو الحال الذي وصلنا إليه.. وإذا كان عصام عبد الفتاح لن يستطيع وحده التصدي للحملة الشرسة علي الحكام من إدارات الأندية التي تبحث عن أية شماعة لغسل يدها من الفشل, فلا مفر من إبعاد الحكام عن المحرقة التي قد تطولهم في الدور الثاني من مسابقة الدوري الممتاز, وأيضا كأس مصر في ظل الصراع الرهيب علي الألقاب, خاصة أن رئيس الزمالك يريد بطولات بالعافية. وللحيلولة دون إهانات جديدة لحكامنا, ونزولا علي رغبة من يدفع الدولارات لا مانع من استقدام طاقم حكام أجنبي لمباراة الأهلي والزمالك المقرر لها29 يناير الحالي في إطار الأسبوع الثامن عشر للدوري الممتاز. والقرار هنا لا يقلل من قدر الجيل الجديد من الحكام الذين أثبتوا وجودهم وعملوا تحت ضغوط ودون غطاء من المسئولين عن اللعبة, ولكنها الضرورة القصوي في ظل الأجواء المسممة التي لا يعرف متي تنتهي.. وكيف؟!