تلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة من العاهل الإسباني الملك فيليبي لزيارة إسبانيا, ورحب الرئيس الرئيس بالدعوة, مؤكدا علي متانة العلاقات بين البلدين والعمل علي تعزيزها خلال الفترة المقبلة. قام بنقل الدعوة وزير الخارجية الأسباني مانويل جارثنا مارجايو خلال استقبال الرئيس السيسي له أمس بمقر رئاسة الجمهورية, وبرفقته نائب وزير الخارجية لشئون أفريقيا والبحر المتوسط والشرق الأوسط وسفير إسبانيا بالقاهرة, وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية, حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية, فضلا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وصرح السفير علاء يوسف, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن وزير الخارجية الإسباني نقل للرئيس السيسي في بداية اللقاء تعازي بلاده في استشهاد ضابط ومجند إثر الحادث الإرهابي الذي وقع في سيناء أمس, مؤكدا وقوف إسبانيا إلي جانب مصر في مواجهة الإرهاب. كما وجه الوزير الإسباني الشكر لمصر علي مساندتها لترشيح بلاده للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن, معربا عن تطلع إسبانيا لتعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة لاسيما عقب انضمام إسبانيا إلي مجلس الأمن اعتبارا من أول يناير2015, وفي ضوء دور مصر كدولة محورية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب المتوسط. وأضاف المتحدث الرسمي بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء علي متانة العلاقات بين البلدين والأهمية التي توليها مصر لزيادة التنسيق والتواصل بينهما, كما استعرض الرئيس السيسي أهم تطورات الوضع الداخلي في مصر, مشيرا إلي قرب إتمام الخطوة الأخيرة من خارطة المستقبل بإجراء الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل. وأعرب الرئيس السيسي عن تطلعه لاستمرار موقف إسبانيا المتفهم للتطورات التي تشهدها مصر والداعم لها في المحافل الأوروبية, وأن تأخذ إسبانيا في الاعتبار التحديات الأمنية التي تهدد أمن مصر القومي, وذلك عند تناول المؤسسات الأوروبية والدولية للتطورات علي الساحة الداخلية في مصر, ارتباطا بثقتنا في قدرة إسبانيا, كإحدي دول إقليم المتوسط, علي استيعاب حقيقة ما شهدته مصر من تفاعلات خلال السنوات الأربع الماضية. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية, أكد الرئيس السيسي حرص مصر علي دعم علاقات التعاون بين البلدين, مشددا علي توجه الحكومة المصرية نحو تسوية المشكلات التي تواجه بعض الشركات الإسبانية العاملة في مصر, وسعينا إلي إيجاد حلول ودية للمنازعات التي ثارت, مبرزا جدية مصر في التعامل مع تلك القضية, وبما ينعكس بالإيجاب علي صورة مصر أمام المستثمرين الأجانب, ويصب في مصلحة مناخ الاستثمار الأجنبي في البلاد. كما وجه الرئيس السيسي مجددا الدعوة للجانب الإسباني لبحث فرص الاستثمار المتاحة في مصر, معربا عن ترحيب مصر بجميع الشركات الإسبانية الراغبة في الاستثمار والتواجد داخل السوق المصرية, ووجه كذلك الرئيس الدعوة للحكومة الإسبانية لحضور المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في شرم الشيخ خلال شهر مارس المقبل.من جانبه, أعرب الوزير الإسباني عن دعم بلاده للجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية بالبلاد, مؤكدا حرص إسبانيا علي تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والمشاركة بفاعلية في مؤتمر شرم الشيخ المقبل. وفي الوقت نفسه, بحث الرئيس السيسي مع وزير الخارجية الإسباني التطورات الخاصة ببعض القضايا الإقليمية والدولية, ومن بينها الأزمة الليبية, حيث توافق الجانبان علي ضرورة إيجاد حل سياسي للوضع في ليبيا.