وزارة التعليم السعودية تجري تحقيقا مع ست من مدارس البنات الخاصة بتهمة مخالفة القوانين. المدارس الست اشتركت في تنظيم مسابقات للألعاب الرياضية للطالبات, الأمر الذي يخالف القوانين السعودية التي تمنع علي البنات ممارسة الرياضة. أفهم أن تمنع القوانين السعودية علي البنات حضور المباريات الرياضية في الملاعب, حيث التزاحم كثيف والاختلاط حادث لا محالة. وأفهم أن تمنع القوانين السعودية البنات من ممارسة الرياضة في أماكن مختلطة, فضعاف النفوس الذين قد يثيرهم مشهد البنات وهن يجرين وراء الكرة أو يقفزن فوق الحواجز موجودون في كل مكان. لكن ما لا أفهمه هو منع البنات من ممارسة الرياضة في المدارس المخصصة لهن, والتي يمتنع علي جنس الرجال الاقتراب من أسوارها. المدارس السعودية الست في ورطة كبيرة لأن تنظيم المسابقات كشف المستور الذي نجحوا في إخفائه لسنوات. الملاعب وحصص التربية الرياضية التي تتيحها المدارس الخاصة للطالبات ظلت بعيدة عن أعين الإدارة والرأي العام لسنوات, حتي تجرأت إدارات المدارس ونظمت المسابقة المشئومة. طالبات المدارس الخاصة في السعودية لجأن للمدارس الخاصة هربا من' خنقة' المدارس الحكومية, لكن انكشاف السر أوقع هذه المدارس تحت طائلة القانون. في السعودية صراع حقيقي بين أنصار العقلية المحافظة الجامدة التي تري في البنات والنساء شرا مستطيرا بحيث لا ينتظر منهن خير, وبين فئات منفتحة دون تفريط تريد للمجتمع السعودي بأبنائه وبناته تقدما وحياة إنسانية كريمة. ذهبت الفتاة السعودية للمدرسة والجامعة, وخرجت للعمل, ودخلت مجال الأعمال والوظيفة الحكومية, وسافرت للتعلم في الخارج, وهذه كلها معارك خاضتها وفازت بها المرأة السعودية مدعومة بآباء وأخوة لا يرضون للمرأة أن تبقي حبيسة البيت في انتظار عطف الرجال. قضية المرأة في السعودية تكسب كل يوم أرضا جديدة, لكن المعركة ليست سهلة وليس فيها نصر نهائي لا رجعة فيه. الولادة المحافظة للدولة السعودية تفرض عليها قيودا وترسم لها حدودا لا يمكن تجاوزها. للثقافة المحافظة في السعودية حد أدني من الأرض كسبته في زمن تكوين الدولة والمجتمع ولن تخسره أبدا. بالمقابل, فإن للثقافة المتحررة في مصر حدا أدني من الأرض كسبته في زمن صعود الوطنية الليبرالية ولن تخسره أبدا. قد تظهر بعض أعراض الفكر المحافظ علي المصريين, لكن ميراثهم الوطني الليبرالي سيظل علامة مميزة للثقافة الوطنية المصرية.