في خطوة جديدة علي طريق عودة الوفاق المصري القطري, اعلنت قطر مساء امس استجابتها لما جاء في بيان الديوان الملكي السعودي الذي صدر ايضا مساء امس والذي يؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عيد الله بن عبد العزيز آل سعود علي فتح صفحة جديدة في العلاقات بين القاهرةوالدوحة, واجتماع الكلمة وازالة ما يشوب العلاقات بين الشقيقتين. وياتي هذا بعدما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي امس بمقر رئاسة الجمهورية رئيس الديوان الملكي السعودي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين خالد بن عبد العزيز التويجري المبعوث الخاص للعاهل السعودي, والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المبعوث الخاص للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر, وتناول اللقاء سبل تفعيل المبادرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين خلال مؤتمر الرياض الذي دعا إليه العاهل السعودي, وتم تأكيد القرارات الصادرة عن المؤتمر بشأن التزام جميع دول مجلس التعاون الخليجي بسياسة المجلس لدعم جمهورية مصر العربية والاسهام في أمنها واستقرارها, فضلا عن دعم التوافق بين الأشقاء العرب, وخاصة بين مصر ودولة قطر. وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف إن الرئيس السيسي رحب بالضيفين الكريمين, مثمنا الجهود الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الرامية إلي تحقيق الوحدة بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام في إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعوب وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. وأضاف أن مصر تتطلع إلي حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي, فدقة المرحلة الراهنة تقتضي تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال الشعوب العربية وطموحاتها. وأعرب الرئيس السيسي عن اتفاقه التام مع خادم الحرمين الشريفين في مناشدته حميع المفكرين والإعلاميين بالتجاوب مع المبادرة ودعمها من أجل المضي قدما في تعزيز العلاقات المصرية القطرية بوجه خاص والعلاقات العربية بوجه عام. جاء ذلك في بيان للديوان الملكي أمس والذي أشار إلي أنه حرصا من خادم الحرمين الشريفين علي اجتماع الكلمة وإزالة مايشوب العلاقات بين الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر في مختلف المجالات وعلي جميع المستويات, وخاصة ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة, المرتبطة بالدولتين الشقيقتين, وتأكيد ما ورد في اتفاقي( الرياض المبرمين) في23 نوفمبر2013, وفي16 نوفمبر الماضي, والمتضمن التزام جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بسياسة المجلس لدعم جمهورية مصر العربية والإسهام في أمنها واستقرارها. وأضاف البيان أنه تقديرا من قبل الأشقاء في كلتا الدولتين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي دعا فيها أشقاءه في الدولتين لتوطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلي إثارة النزاع والشقاق بينهما وتلبية لدعوته الكريمة للإصلاح, إذ الإصلاح منبعه النفوس السامية والكبيرة فقد استجابت كلتا الدولتين لها وذلك للقناعة التامة بما انطوت عليه من مضامين سامية تصب في مصلحة الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر وشعبيهما الشقيقين. وردا علي البيان, صدر البيان القطري والذي رحبت فيه قطر بالبيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي وبمبادرة خادم الحرمين الشريفين وأكدت استجابتها لما جاء فيه. وأكدت قطر وقوفها التام إلي جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة, كما كانت دائما, فأمن مصر من أمن قطر, التي تربطها بها أعمق الأواصر وأمتن الروابط الأخوية, وقوة مصر قوة للعرب كافة, بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية. فيما صرح السفير وليد حجاج, القائم باعمال سفير مصر في قطر في اتصال هاتفي مع الأهرام المسائي من الدوحة ان مصر تستجيب للمبادرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين وان الجميع يتمني عودة العلاقات الي مسارها الصحيح ونأمل في تطورات ايجابية وتكلل كل الجهود المبذولة من الاشقاء العرب بالنجاح. وقال ان المرحلة مبكرة ونحن في انتظار النتائج علي الارض ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث, فالامور ستعود الي طبيعتها مع مرور الوقت. من جانبه, صرح السفير فتحي الشاذلي سفير مصر السابق في السعودية ان هناك شيئا يمثل قضية جوهرية وهو اداء المؤسسات الاعلامية القطرية نحو مصر في الفترة المقبلة وفي مقدمتها الجزيرة, وهو ما سيبرهن تغيير المسار والفكر تجاه القاهرة من عدمه. اما السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية الاسبق للشئون الافريقية, فقال للجريدة ان للمملكة العربية السعودية دورا كبيرا في اعادة قطر الي البيت الخليجي ومن ثم تغيير الدوحة لفكرها تجاه مصر نظرا للارتباط القوي بين مصر والخليج العربي, ولهذا كان واضحا من بداية المبادرة ان التسوية ستتم علي مراحل منذ قمة الدوحة لاعادة بناء الجسور.