الطرق في الواحات وتحديدا في الوادي الجديد تمثل شرايين حياة لمجتمعات تعيش في الصحراء وبين زمامات متباعدة ومسافات مترامية بين التجمعات السكنية, وبعضها تعيش مكشوفة ورياح تهب بين الحين والآخر تأكل اليابس قبل الأخضر, تؤثر بالسلب عليها وتكسوها بغطاء رملي يجعل الحركة عليها شبه مستحيلة وللأسف غالبا ما تجد ذلك في أكثر من جزء من الطريق. فيما تمثل الكثبان الرملية المتحركة الشبح المخيف للمارة علي الطرق, حيث يفاجأ قائدوا السيارات خلال السير علي الطريق بأن جزء منه بدون أسفلت وتكون في الغالب الرمال غطته وذلك كثير الحدوث لأن الصحراء مكشوفة والرياح شديدة مما يجعل المار علي الطريق يتوقف ويكون حذرا أثناء سيره, والمشكلة تكون أكبر للسيارات القادمة لأول مرة للوادي الجديد, حيث إن قائدها لا يكون لديه إلمام بالطرق وطبيعة المكان, والنتيجة: الحوادث التي تسفر عن سقوط قتلي ومصابين وهذا حدث كثيرا, وللأسف تجد المسئولين يقابلون ذلك بوضع معدات لرفع الرمال من علي الطرق بين الحين والآخر, في حين أن ذلك يحتاج لتدخل حكومي كبير لاستغلال هذه الأراضي في الزراعة ولو بوضع مصدات رياح تكون قادرة علي صد تلك الرمال المتحركة. هذه الرمال المتحركة في الغالب ما تنتشر علي طريق الخارجة الداخلة وطريق بغدادالأقصر وبعض منحنيات طريق أسيوط الخارجة والفرافرة الواحات البحرية, هذه المشاكل تجعل من طرق الواحات شبحا مخيفا وتجعل الحذر واجب قبل وعند السير عليها, وهي أشياء في مجملها تعكس صورة سلبية لدور الدولة الذي تنادي به حاليا. يقول عبد الحميد سيد سائق من محافظة كفر الشيخ حيث يعمل في الاستثمار بالداخلة: إن الطرق بالنسبة للوادي الجديد تمثل بحب الحياة لكون المحافظة صحراوية والمسافات بين التجمعات السكنية وبعضها متباعدة فتجد المسافات بين المدن وبعضها تصل في بعض الأحيان إلي022 إلي003 كيلو متر, ولا تختلف كثيرا بين القري وبعضها مما يؤكد أهمية الطرق للوصول لهذه المسافات. ويضيف أن غالبية الطرق خلافا للرمال المتحركة التي تؤثر عليها, تجدها متهالكة فهناك وصلة بين طرطور والخارجة مخيفة جدا وللأسف فهناك كم كبير من النداءات وجه للمسئولين لإصلاحها وللأسف حتي الآن لم يتم رصفها. ويطالب وحيد سائق المحافظة باتخاذ إجراءات جدية لحماية الطرق من سير النقل الثقيل عليها لأن الحمولات تكون كبيرة وتؤثر بالسلب علي الطرق وهناك أمثلة واضحة لسيارات نقل خام أبو طرطور التي تنطلق من المنجم متجهة للموانيء المصرية للتصدير, ويضيف بأن الوادي الجديد يمثل عمقا استراتيجيا كبيرا في الاستثمار والسياحة وبدون طرق جاهزة وخدمات متوفرة عليها سينعكس الأمر بالسلب علي جهود الدولة. من جانبه قال مجدي الطماوي مدير عام مديرية الطرق بالوادي الجديد, بأن الطرق الطولية لها موازنات مالية من خلال هيئة الطرق والهيئة تعمل طبقا للأولويات الموضوعة لديها وحسب المتاح من الاعتمادات المالية, ونحن كمديرية طرق بالمحافظة دورنا ينحصر في تطوير الطرق الداخلية داخل المدن والقري, وبالنسبة للطرق التي تتأثر بالرمال المتحركة يعود هذا لطبيعة المكان والرياح وتوجد معدات لرفع الرمال حال تأثيرها علي الطرق. فيما لم يجد اللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد من وسيلة للتصدي لمشاكل الطرق إلا عقد اجتماع موسع بالمحافظة, بحضور مدير عام هيئة الطرق, ورئيس الهيئة العامة للطرق والكباري ومدير المرور ورؤساء المراكز للوقوف علي وضع خطط طويلة المدي تقوم عليها المحافظة لتأمين الطرق والتصدي لظواهر الرمال المتحركة علي الطرق وكثرة الحوادث. وقال عشماوي: انتهينا إلي قيام مديرية الطرق وهيئة الطرق برفع الرمال من جانبي الطرق خاصة الطولية والعرضية منها والتي يمكن أن تؤدي إلي الحوادث وتدعيم الطرق بالعلامات الإرشادية والتحذيرية في الأماكن الخطرة كالنقب والتأكيد علي إنشاء مطبات بمنطقة النقب الواقعة علي طريق الخارجة أسيوط, وتكون علي مسافات مختلفة إضافة إلي تركيب شرائح عاكسة علي جانبي الطريق, وشدد علي أهمية التنسيق بين المرور والإدارة العامة للإنتاج لدراسة إقامة حواجز معدنية بمنطقة النقب وكذلك علي المدقات.