ثلاثة أشهر كاملة بذل خلالها الحاج سامي أقصي مافي وسعه كل يوم للانتهاء من تجهيز شقة ابنته سامية حتي يتم زفافها علي أحد أسبناء القرية حيث دفع الرجل الغالي والنفيس من اجل اسعاد ابنته وتوفير كل احتياجات الزواج التي تم الاتفاق عليها مع أسرة العريس خاصة انها لاتقل عن اي فتاة آخري بالقرية فالفتيات ينظرن الي بعضهن ويشاهدن شقق صديقاتهن المقبلات علي الزواج والآثاثات التي احضرتها العروس للزفاف وأوكل الحاج سامي أعمال الزراعة في الحقل لابنائه ومحبيه وتفرغ للسفر الي دمياط والمنصورة وغيرهما من المدن لتوفير طلبات ابنته وكلما طلبت سامية من والدها شيئا لاينام ليلته الا بعد احضاره بفضل من الله وعندما يتحدث معه احد في أمر من الأمور يقول له الرجل بعد زواج ابنتي. فاجأت الحاج سامي الذي يبلغ55 عاما ومقيم بقرية أبو سكين مركز الحامول محافظة كفر الشيخ أزمة قلبية ليلة زفاف ابنته سامية تم نقله علي إثرها إلي مستشفي الحامول المركزي الا انه فارق الحياة قبل أن تتم مراسم الزفاف علي أحد أبناء القرية بعد ان قام بتجهيزها تمهيدا لزفافها في اليوم التالي إلا أنه لقي ربه فجأة تحول العرس إلي مأتم وخيم الحزن علي منزل العروسين ومنازل القرية وتحول سرادق الفرح الي سرادق لتلقي العزاء وتم تشييع الجثمان الي مثواه الأخير عقب صلاة ظهر يوم الفرح بمقابر الاسرة بقرية ابو سكين. وقال أحد أقارب المتوفي إنه همس في أذنه ليلة زفاف ابنته قبل وفاته بعدة ساعات بأنه سيفارق الحياة لمعاناته من مرض القلب وتكرر ذلك ثلاث مرات قبل ان يلقي ربه0 بكي العريس مصطفي يونس بكاء شديدا لفراق صهره الذي كان يحنو عليه مثل والده ولم يحمله فوق طاقته في تكاليف الزواج وكان يقول له باستمرار لاتقلق يامصطفي( اللي عليك علي الله ياابني)0 العروس سامية سامي فقدت وعيها عدة مرات بعد ان فقدت اعز احبابها الذي لم يبخل عليها بشيء حتي وفاته وكان يقول لها دائما( طول ما أنا عايش لاتحملي هم شيء يابنيتي) كان الحاج سامي لا يعاني من أي أمراض إلاعندما شعر بآلام في منطقة الصدر ليلة زفاف ابنته عندما تحدث مع أحد أقاربه ولكنه توفي مطمئنا( ورجعت نفسه الي ربها راضية مرضية. كان الرجل خلوقا عابدا لربه مطيعا لآوامره موسعا علي اسرته فلم يترك شقة ابنته إلا بعد أن اطمأن عليها من تجهيزها وفرشها بجميع الأجهزة التي تحتاجها العروس رغم أنه لا يمتلك سوي فدان أرض زراعية واحد وكانت ابنته تمثل له كل شئ خاصة انها آخرالعنقود كما له ثلاث أخريات قام بتزويجهن ورزقه الله الولد بعد الأربعة بنات. كان سامي حسن السمعة بين أصدقائه وجيرانه وكان بارا بوالدته الحاجة فاطمة جدة العروس التي أشعلت المعزين بكلماتها التي عبرت عن حزنها العميق لفقدانه من بينها( مين هايزورني ولا يغطيني بعدك يا ولدي!) ليكون موت الرجل مأتما في الفرح.