نسائم الخير بقدوم العيد الأضحي كان لها أثر كبير في إنهاء خصومة ثأرية استمرت لمدة34 سنة بالفيوم و جعلت الشيطان يغادر تلك القرية الصغيرة بمركز طامية, فبعد أن كان نجل القتيل يرواده الثأر منذ أن كان طفلا عندما وقع الحادث قبل34 عاما في معركة بطريق الخطأ أثناء تدخل والده لفض اشتباك بين أبناء عمومته إلا أنه عندما اشتد عوده وعرفت الحكمة طريقها لعقله أيقن أن الصلح والمودة هي الطريق الأسلم لحياته ولأبناء عمومته بدأت القصة منذ34 عاما وفي يوم كان الشيطان حاضرا ليهمس بسمومه بين أبناء العمومة, لتقع مشاجرة عنيفة بينهما ويتدخل المجني عليه ليفض الاشتباك بين أبناء عمومته جمعة عوض رمضان وجمال فتحي عبد المولي ولكنه أثناء فض المشاجرة يتلقي ضربة قوية علي رأسه ليسقط قتيلا. واستمرت الرغبة في الانتقام والثأر تسيطر علي عائلة القتيل الذي ترك ابنه طفلا ينتظر الأيام والسنوات لكي يكبر وينتقم لأبيه الذي قتل دون ذنب. لكن رياح الخير أتت بقدوم العيد الأضحي والأيام المباركة والتي كان لها عظيم الاثر لإنهاء هذه الخصومة الثأرية, وإعادة أجواء الخير والمودة بين أبناء العائلة الواحدة. وكان المفاجئ أثناء الصلح هو معرفة أهل القتيل أن الضربة التي تلقاها وأودت بحياته لم تكن مقصودة بل كانت عن طريق الخطأ بعد أن كان يظن أهل القتيل أن مقتله كان مقصودا. وقضت لجنة الصلح بقيام القاتل بحمل كفنه وتقديمه لابن عمه صاحب الحق نجل القتيل الذي قال إنه عفي عنه لوجه الله وأنه وصل حقه إليه بعد مرور34 سنة. وتبين من تحريات المباحث حول الواقعة أنها ترجع أحداثها إلي34 سنة عند تدخل المجني عليه الذي لم يكن طرفا في النزاع لفض اشتباك بين أبناء عمومته جمعة عوض رمضان, وجمال فتحي عبدالموالي تلقي وقتها ضربه فوق رأسه من أحد الطرفين أردته قتيلا وكان وقتها نجل القتيل طفلا وبعد مرور34 سنة تبين أن الضربة جاءت بطريق الخطأ من الطرف الثاني في النزاع. و توصلت الجهود الأمنية بقيادة اللواء الشافعي حسن أبو عامر, مدير أمن الفيوم, إلي الاتفاق علي عقد جلسة صلح عرفية قضت بقيام الجاني بحمل كفنه علي يديه وتقديمه لنجل المجني عليه وسط حضور العديد من كبار عائلات مركز طامية. وقامت قوات الأمن بقيادة العميد محمد كساب ومشاركة الرائد أحمد سيف, رئيس مباحث طامي, بعمل طوق أمني حول سرداق الصلح الذي أقيم بعزبة الجبل بطامية لمنع ووقوع احتكاكات بين طرفي الخصومة.