بعد464 مباراة كمدرب, خسر مورينيو كما لم يخسر من قبل, لأنه لم يسبق لفريق تولي تدريبه أن خسر5/ صفر, ومع ذلك خرج بعد المباراة ليقول:' إنها الهزيمة الأكبر في مشواري, لكنها سهلة الهضم, شديدة السهولة.. فقد كانت هزيمة دون فرص للفوز.. رأينا فريقا قدم كل ما لديه, والآخر كان سيئا جدا. إنها هزيمة مستحقة تماما'. هذا ما قاله المدرب الأكثر جدلا بكل صراحة بعد المباراة التاريخية بين برشلونة وريال مدريد.. لم يلف ولم يدر, ونطق بالحقيقة, وأعطي الآخر حقه, ولم تكن عنده أسباب كريهة للهزيمة المهينة, وهو درس لكل مدرب صغير أو كبير يقول بعد كل تجربة فاشلة إن هناك أسبابا قاهرة وتقصيرا سيعلن عنه في موعده, وهي وسيلة لتجميل الوجه القبيح! فاز برشلونة بهذه النتيجة الكبيرة لأنه لعب بخط دفاعي متقدم واعتمد علي الدفاع الخطي والمراقبة رجلا لرجل ودفاع المنطقة وكان خط وسطه هو كلمة السر بعد أن قرر مورينيو أن يراقب ميسي متناسيا أنه يوجد في البارسا9 لاعبين آخرين قادرين علي التسجيل من الفرص وأشباهها, وكانت النتيجة أنه لا أوقف ميسي ولا نجا من كمين فيا وبيدرو! شاهدنا مباراة من طرف واحد اعتمد فيها برشلونة في الهجوم علي تغيير المراكز خاصة بيدرو وميسي بينما لعب فيا في الجناح الأيسر ودخل في العمق للعب كرأس حربة حسبما اقتضت الأمور.. انتشار جيد وتحرك بدون كرة ولعب من لمسة واحدة. ومهام خاصة للنجمين انييستا واتشابي في خلخلة وسط الريال وصنع الهجمات والدخول في مربع العمليات. وخسر ريال مدريد لأنه افتقد الانسجام والروح ومال الأداء أكثر للفردية ولم يقدر قوة منافسه الهجومية وخطأ مورينيو في سحب أوزيل وترك الفريق يعاني من عدم وجود صانع ألعاب, إضافة إلي أن انخفاض الروح المعنوية بعد التسجيل المبكر للبارسا! المهم أننا شاهدنا كرة قدم حقيقية لم ولن نعرفها عندنا, وشاهدنا حكما تحت الحماية الكاملة رغم أخطائه, وشاهدنا نجوما علي قدر المسئولية مع صغر سنهم يأتون بالانتصارات والبطولات بينما عندنا يتصارعون علي لاعب تجاوز ال27 عاما!