مستشار ألمانيا يدعم حظر الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية    حاكمان ديمقراطيان يتعهدان بمعركة قضائية بعد إرسال ترامب حرس كاليفورنيا الوطني إلى أوريجون    ماذا قال رئيس الاتحاد السكندري عن الدوري الاستثنائي وأحمد دياب ؟    طقس اليوم الإثنين.. منخفض جوي يضرب البلاد والأرصاد تكشف التفاصيل    كثافات مرورية بمحاور القاهرة الكبرى وانتشار أمني مكثف أعلى الطرق السريعة    بعد 64 عامًا.. «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبد القدوس من السينما والدراما إلى خشبة المسرح    وفاة مغربي عبد الرحمن إداري الفريق الأول بنادي المقاولون    ارتفاع أسعار الذهب عالميًا بمستهل تعاملات اليوم الإثنين 6 أكتوبر    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 6 أكتوبر    اليوم، انقطاع الكهرباء عن عدة مناطق في الدقهلية    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6-10-2025 بعد آخر ارتفاع.. حديد عز بكام؟    الرئيس: روح «أكتوبر» ستظل راسخة وتضحيات «العبور» وراء ازدهار الوطن    نهر النيل لا يعرف الهزيمة    التقييمات الأسبوعية 2025-2026 «PDF».. الرابط الرسمي للتحميل من بوابة التعليم الإلكتروني    أجمل عبارات تهنئة 6 أكتوبر 2025 لتهنئة الأهل والأصدقاء    نادية الجندي: «مهمة في تل أبيب» عمل أفتخر به طوال حياتي وأخلد به بعد وفاتي (صور)    تطور جديد في واقعة عقر كلب عصام الحضري لمهندسة بالعلمين    استبدليه بالبيض والفول والجبن فورا، استشاري يحذر من اللانشون في ساندويتشات المدرسة    «أزمة مع النحاس؟».. وليد صلاح الدين يكشف حقيقة عرض أفشة للبيع (خاص)    صحة الإسكندرية: تنفيذ 49 برنامجا تدريبيا خلال سبتمبر لرفع كفاءة الكوادر الطبية والإدارية    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    «مريض وحالته صعبة».. نضال الأحمدية تعلق على تسليم فضل شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية    قناة عبرية: ناشطة من أسطول الصمود تعض موظفة في أحد السجون الإسرائيلية    حبس المتهمين بإدارة نادٍ صحي لاستغلاله في ممارسة الأعمال المنافية للآداب بمدينة نصر    ترامب: لم يتبق أي قوارب قبالة فنزويلا بعد الضربات الأمريكية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 6 أكتوبر    مزيج بين الجريمة والدراما.. موعد عرض مسلسل المحتالون التركي الحلقة 1    «العناني» يقترب من منصب المدير العام الجديد لليونسكو    مدحت صالح يتألق في حفل قصر عابدين بأجمل أغانيه    عيد ميلاد عزيز الشافعي.. رحلة نجاح بدأت من الحلم ووصلت إلى القمة    التقديم في اللوتري الأمريكي DV Lottery.. رابط التقديم والشروط الجديدة (سجل الآن)    لجنة الشكاوى ب"الأعلى للإعلام" تستدعي الممثل القانوني لموقع "الموقع" وتحقق في شكوى هالة صدقي    عيار 21 يفاجئ الجميع.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 6 أكتوبر بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    منتخب مصر يودّع كأس العالم للشباب رسميًا    المنتخب يطير إلى المغرب اليوم لتحقيق حُلم المونديال    سكته قلبية.. وفاة شخص قبل نظر نزاع على منزل مع زوجته وشقيقه بمحكمة الإسكندرية    للعام الرابع.. الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يطلقان برنامج محاكاة قمة المناخ COP30    من غير غسيل.. خطوات تنظيف المراتب من البقع والأتربة    "كيفية مشاهدة مباراة السعودية والنرويج في كأس العالم للشباب 2025 بث مباشر"    تامر حسني يرد على تكريم نقابة المهن التمثيلية برسالة مؤثرة: "الحلم اتحقق بفضل شباب المسرح المصري"    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بالذكرى المئوية للعلاقات بين مصر وتركيا    البابا تواضروس الثاني يزور إيبارشية أبوتيج وصدقا والغنايم    قرار من النيابة ضد المتهم بالتعدي على آخر في حدائق القبة وبحوزته سلاحان ناري وأبيض    وزارة الحج والعمرة: جميع أنواع التأشيرات تتيح أداء مناسك العمرة    وزير خارجية الكويت: مجلس التعاون ينظر إلى الاتحاد الأوروبي كشريك أساسي في دعم الاستقرار الدولي    ترامب: فرق فنية تجتمع في مصر لوضع التفاصيل النهائية لاتفاق غزة    31 مرشحًا خضعوا للكشف الطبي بالفيوم.. ووكيلة الصحة تتفقد لجان الفحص بالقومسيون والمستشفى العام    بالصور/ مدير امانه المراكز الطبية المتخصصة" البوابة نيوز"..نرفع الطوارئ على مدار 24 ساعة لاستقبال حوادث المواصلات بالطريق الزراعى والدائري..القوى البشرية بقليوب التخصصى لا يستهان بها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 6-10-2025 في محافظة الأقصر    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 6-10-2025 في بني سويف    هناك من يحاول التقرب منك.. حظ برج القوس اليوم 6 أكتوبر    فنانة تصاب ب ذبحة صدرية.. أعراض وأسباب مرض قد يتطور إلى نوبة قلبية    محمد شوقى يمنح لاعبى زد راحة 48 ساعة خلال توقف الدورى    على زعزع يخضع للتأهيل فى مران مودرن سبورت    لحظة تهور سائق في زفة بكرداسة تنتهي بالقبض عليه.. إنفوجراف    أمين الإفتاء: الصبر على الزوجة والتحمل والاجتهاد في الموعظة له أجر وثواب من الله    تعرف على مواقيت الصلاة غد الاثنين 6-10-2025 في محافظة قنا    رمضان 2026.. تعرف على موعد حلول الشهر الكريم وعدد أيامه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحيا مصرفي قلب الأمم المتحدة
الخطاب الفصل الرئيس أمام الأمم المتحدة: أقف أمامكم كواحد من أبناء شعب رفض الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين القضية الفلسطينية علي رأس أولوياتنا رغم الأزمات التي تهدد منطقتنا

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي خطابا تاريخيا, مساء أمس, أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, أعاد من خلاله تقديم مصر الجديدة إلي العالم والتعريف بدورها في الدفاع عن قضايا أمتيها العربية والإسلامية, واضطلاعها بالحفاظ علي السلم والأمن الدوليين. وفيما يلي نص الخطاب:
السيد الرئيس‏,‏
يسرني في البداية أن أتقدم إليكم ولبلدكم الشقيق‏,‏ بالتهنئة علي توليكم رئاسة الجمعية العامة لهذه الدورة‏,‏ معربا عن ثقتنا في قيادتكم الحكيمة لأعمالها‏,‏ ومساندتنا لكم في أداء مهامكم‏..‏ وأنتهز هذه الفرصة لتوجيه التحية لسلفكم لجهوده المتميزة كرئيس للدورة السابقة‏..‏ كما أجدد دعمنا الكامل للسكرتير العام في مساعيه لتحقيق مقاصد ميثاق الأمم المتحدة‏.‏
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو‏,‏
السيدات والسادة‏,‏
أقف أمامكم اليوم كواحد من أبناء مصر‏,‏ مهد الحضارة الانسانية‏,‏ ومن هذا المنبر أستهل حديثي بتوجيه التحية لشعب مصر العظيم‏,‏ والمصريين القادمين من كل الولايات الأمريكية‏,‏ شعب مصر العظيم‏,‏ الذي صنع التاريخ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية‏..‏ تارة عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد‏,‏ وطالب بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية‏..‏ وتارة أخري‏,‏ عندما تمسك بهويته‏,‏ وتحصن بوطنيته فثار ضد الإقصاء‏,‏ رافضا الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين‏,‏ وتفضيل مصالحها الضيقة علي مصالح الشعب‏.‏
تلك بإيجاز شديد‏,‏ معالم اللحظات الفارقة التي عاشتها مصر في الفترة الماضية‏,‏ لكنها ليست إلا مرحلة من مسيرة ممتدة‏,‏ بطول وباتساع آمال وتطلعات المصريين ليوم أفضل وغد أكثر ازدهارا‏.‏
لقد بدأ العالم في إدراك حقيقة ما جري في مصر‏,‏ وطبيعة الأوضاع التي دفعت الشعب المصري‏,‏ بوعيه وحضارته‏,‏ إلي الخروج منتفضا ضد قوي التطرف والظلام‏,‏ التي ما لبثت أن وصلت إلي الحكم‏,‏ حتي قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات‏,‏ وسعت إلي فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب وصفه‏..‏ ولعل ما تشهده المنطقة حاليا‏,‏ من تصاعد التطرف والعنف باسم الدين‏,‏ يمثل دليلا علي الأهداف الحقيقية لتلك الجماعات التي تستغل الدين‏,‏ وهو ما سبق لنا أن حذرنا منه مرارا وتكرارا‏.‏ إن قيم العدل والمحبة والرحمة التي جاءت في اليهودية والمسيحية والإسلام قد تحولت علي يد تلك الجماعات إلي طائفية مقيتة وحروب أهلية وإقليمية مدمرة يقع ضحيتها أبرياء من أديان مختلفة‏.‏
السيد الرئيس‏,‏
السيدات والسادة‏,‏
يدرك الشعب المصري‏,‏ وأدرك من واقع المسئولية التي اتحملها منذ انتخابي رئيسا‏,‏ أن تحقيق أهدافنا بدأ ببناء دولة مدنية ديمقراطية‏,‏ في ظل المبادئ التي سعينا إليها من خلال الالتزام بخريطة المستقبل‏,‏ التي توافقت عليها القوي الوطنية المصرية‏,‏ والتي تكتمل بإجراء الانتخابات البرلمانية‏,‏ بعد أن قال الشعب المصري كلمته‏,‏ وعبر عن إرادته الحرة في الانتخابات الرئاسية‏,‏ ومن قبلها الدستور‏,‏ لنبني مصر الجديدة‏..‏ دولة تحترم الحقوق والحريات وتؤدي الواجبات‏,‏ تضمن العيش المشترك لمواطنيها دون إقصاء أو تمييز‏..‏ دولة تحترم وتفرض سلطة القانون الذي يستوي أمامه الكافة‏,‏ وتضمن حرية الرأي للجميع‏,‏ وتكفل حرية العقيدة والعبادة لأبنائها‏..‏ دولة تسعي بإصرار لتحقيق النمو والازدهار‏,‏ والانطلاق نحو مستقبل واعد يلبي طموحات شعبها‏.‏
وفي إطار العمل علي تنفيذ ذلك‏,‏ بدأت مصر في تنفيذ برنامج شامل طموح لدفع عملية التنمية حتي عام‏2030,‏ يستهدف الوصول إلي اقتصاد سوق حر‏,‏ قادر علي جذب الاستثمارات في بيئة أمنية مستقرة‏..‏ ولعل في مشروع قناة السويس الجديدة‏,‏ هدية الشعب المصري إلي العالم‏,‏ ما يؤكد جدية هذا التوجه‏,‏ وعلي حرص مصر الجديدة علي بناء غد أفضل لأبنائنا وشبابنا‏,‏ ولذا أدعوكم للمشاركة في المؤتمر الإقتصادي الذي سيعقد في مصر خلال شهر فبراير المقبل‏,‏ من أجل تحقيق التنمية وبناء المستقبل‏,‏ ليس لمصر فحسب‏,‏ وإنما للمنطقة بأكملها‏.‏
إن هذه الخطوات تعبر باختصار عن مضمون العقد الاجتماعي‏,‏ الذي توافق عليه المصريون في دستورهم الجديد‏,‏ لبناء حاضر ومستقبل مشرق لشبابنا‏,‏ ولتأسيس دولة المؤسسات وسيادة القانون‏,‏ التي تحترم القضاء‏,‏ وتضمن استقلاله‏,‏ وتفعل مبدأ الفصل بين السلطات دون تراجع أمام إرهاب يظن أن بمقدروه اختطاف الوطن وإخضاعه‏.‏
ذلك الإرهاب الذي عانت مصر ويلاته منذ عشرينيات القرن الماضي‏,‏ حين بدأت إرهاصات هذا الفكر البغيض تبث سمومها‏,‏ مستترة برداء الدين للوصول إلي الحكم وتأسيس دولة الخلافة‏,‏ اعتمادا علي العنف المسلح والإرهاب كسبيل لتحقيق أغراضها‏,‏ وهو ما أفرز حفنة من المتطرفين ترتكب الفظائع باسم الدين‏..‏ وهنا أريد أن أؤكد‏,‏ أنه لا ينبغي السماح لهؤلاء الإساءة للدين الإسلامي الحنيف‏,‏ ولمليار ونصف المليار مسلم‏,‏ الذين يتمسكون بقيمه السامية‏;‏ فالدين أسمي وأقدس من أن يوضع موضع الاختبار في أية تجارب إنسانية‏,‏ ليتم الحكم عليه بالنجاح أو الفشل‏.‏
إن الإرهاب وباء لا يفرق في تفشيه بين مجتمع نام وآخر متقدم‏..‏ فالإرهابيون ينتمون إلي مجتمعات متباينة‏,‏ لا تربطهم أية عقيدة دينية حقيقية‏,‏ مما يحتم علينا جميعا‏,‏ تكثيف التعاون والتنسيق‏,‏ لتجفيف منابع الدعم الذي يتيح للتنظيمات الإرهابية مواصلة جرائمها‏,‏ إعمالا لمبادئ ميثاق الأمم لمتحدة وتحقيقا لأهدافها‏.‏
السيد الرئيس‏,‏
السيدات والسادة‏,‏
إن ما تعانيه منطقتنا من مشكلات ناجمة عن إفساح المجال لقوي التطرف المحلية والإقليمية‏,‏ وحالة الاستقطاب إلي حد الانقسام والاقتتال‏,‏ أضحي خطرا جسيما يهدد بقاء الدول ويبدد هويتها‏..‏ مما خلق للإرهاب وتنظيماته بيئة خصبة للتمدد وبسط النفوذ‏.‏
ومن هذا المنطلق‏,‏ فإن الأزمات التي تواجه بعض دول المنطقة‏,‏ يمكن أن تجد سبيلا للحل يستند علي محورين رئيسيين‏,‏ لدعم بناء الدولة القومية‏,‏ يشمل الأول‏,‏ تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون بناء علي عقد اجتماعي وتوافق وطني‏,‏ مع توفير جميع الحقوق‏,‏ لاسيما الحق في التنمية الشاملة‏,‏ بما يحصن المجتمعات ضد الاستغلال والانسياق خلف الفكر المتطرف‏;‏ أما المحور الثاني‏,‏ فهو المواجهة الحاسمة لقوي التطرف والإرهاب‏,‏ ولمحاولات فرض الرأي بالترويع والعنف‏,‏ وإقصاء الآخر بالاستبعاد والتكفير‏.‏
وقد طرحت مصر بالفعل‏,‏ وبتوافق مع دول جوار ليبيا‏,‏ مبادرة ترسم خطوات محددة وأفقا واضحا لإنهاء محنة هذا البلد الشقيق‏,‏ يمكن البناء عليها للوصول إلي حل سياسي يدعم المؤسسات الليبية المنتخبة‏,‏ ويسمح بالوصول إلي حل سياسي شامل‏,‏ يضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضي الليبية‏,‏ وحتي يمكن تنفيذ ذلك‏,‏ ينبغي وقف تهريب السلاح إلي ليبيا بشكل فعال‏,‏ وعدم التساهل مع التيارات المتطرفة التي ترفع السلاح وتلجأ للعنف‏,‏ ولا تعترف بالعملية الديمقراطية‏.‏
وفي سوريا الشقيقة‏,‏ وعلي الرغم من متابعتنا للوضع الإنساني المحزن‏,‏ وما خلفته الأزمة السورية من دمار وضحايا أبرياء‏,‏ فإنني أثق في إمكانية وضع إطار سياسي‏,‏ يكفل تحقيق تطلعات شعبها‏,‏ وبلا مهادنة للإرهاب أو استنساخ لأوضاع تمرد السوريون عليها‏..‏ وأود أن أؤكد‏,‏ دعم مصر لتطلعات الشعب السوري في حياة آمنة‏,‏ تضمن استقرار سوريا وتصون سلامتها الإقليمية‏,‏ ووحدة شعبها وأراضيها‏.‏
كما يمثل تشكيل حكومة جديدة في دولة العراق الشقيقة‏,‏ وحصولها علي ثقة البرلمان تطورا مهما‏,‏ يعيد الأمل في الانطلاق نحو تحسن الأوضاع في العراق‏,‏ ونجاح المساعي الداخلية والخارجية الرامية إلي تحقيق الاستقرار‏,‏ واستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي‏,‏ بهدف الحفاظ علي وحدة الأراضي العراقية‏,‏ ووقف نزيف الدماء محققا تطلعات وآمال الشعب العراقي‏,‏ ومساعيه لعودة الأمن والاستقرار للبلاد‏.‏
وعلي الرغم من تعدد الأزمات التي تهدد منطقتنا‏,‏ والتي تحدثت عن بعضها‏,‏ تبقي القضية الفلسطينية علي رأس إهتمامات الدولة المصرية‏..‏ فمازال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة علي الأراضي المحتلة عام‏1967,‏ وعاصمتها القدس الشرقية‏,‏ تجسيدا للمبادئ نفسها التي بنيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية‏,‏ منذ سبعينيات القرن الماضي‏,‏ وهي مبادئ لا تخضع للمساومة‏,‏ وإلا تآكلت أسس السلام الشامل في المنطقة‏,‏ وضاعت قيم العدالة والإنسانية‏..‏ ويقينا‏,‏ فإن استمرار حرمان شعب فلسطين من حقوقه‏,‏ يوفر مدخلا لاستغلال قضيته لتأجيج أزمات أخري‏,‏ ولتحقيق البعض لأغراض خفية‏,‏ واختلاق المحاور التي تفتت النسيج العربي‏,‏ وفرض الوصاية علي الفلسطينيين‏,‏ بزعم تحقيق تطلعاتهم‏.‏
ولا يمكن أن أغفل الإشارة إلي الاهتمام الذي توليه مصر لقضايا قارتها الافريقية‏.‏ إن التضامن والإخاء الذي يجمع بين شعوبها‏,‏ وأيضا التحديات المشتركة التي تواجهها‏,‏ تفرض علينا العمل بمزيد من الجد ووضوح الرؤية لتحقيق طموحات شعوبنا‏,‏ في الديمقراطية والتنمية‏,‏ والحفاظ علي كرامة الفرد‏,‏ وايلاء الاهتمام الواجب لشبابنا‏,‏ وتطلعهم لمستقبل أكثر إشراقا‏,‏ إن نجاحنا في ذلك هو ضمان مستقبل دولنا‏.‏
وأدعو من هذا المنبر أن يتكاتف المجتمع الدولي‏,‏ انطلاقا من إنسانيتنا المشتركة للتصدي لوباء الايبولا‏,‏ الذي تتعرض له عدد من دول غرب إفريقيا‏.‏ إن مكافحة هذا المرض هي مسئولية جماعية لرفع المعاناة عن غير القادرين‏,‏ كذلك لتوفير الحماية لعالمنا الذي تنحسر المسافات فيما بين أرجائه بفضل طبيعة العصر وما بلغه من كثافة التواصل‏.‏
السيد الرئيس‏,‏
السيدات والسادة‏,‏
إن ما سبق يضع مسئولية خاصة علي مصر‏,‏ ودولتها القوية التي سبق لها مواجهة الإرهاب والتطرف في تسعينيات القرن الماضي‏,‏ والتي أثق في نجاحها في اجتثاث جذور التطرف‏,‏ بفضل هويتها الوطنية‏..‏ ومصر قادرة دوما‏,‏ علي أن تكون منارة حضارية تدعم استعادة النظام الإقليمي لتماسكه‏..‏ ولن يتواني المصريون عن القيام بدورهم هذا‏,‏ تجاه محيطهم‏,‏ الذي يأتي في القلب منه‏,‏ الأمن القومي العربي‏,‏ والذي تعتبره مصر جزءا لا يتجزأ من أمنها القومي‏,‏ بناء علي الانتماء المشترك‏,‏ والمصير الواحد‏,‏ وحرصا علي استقرار هذه المنطقة المهمة والحيوية للعالم‏.‏
إن رؤية مصر للعلاقات الدولية‏,‏ تقوم علي احترام مباديء القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية‏,‏ القائمة علي الاحترام المتبادل‏,‏ ومراعاة المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة‏..‏ ومصر كما تعلمون من الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة‏,‏ وأسهمت بقوة ولا تزال‏,‏ في جهود تحقيق أهدافها‏,‏ خاصة في مجالات حفظ وبناء السلام وتحقيق التنمية‏..‏ ومن هنا‏;‏ فإن تطلع مصر للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن لعامي‏2016‏ و‏2017,‏ ينبع من حرصها علي توظيف عضويتها‏,‏ لتحقيق مقاصد المنظمة ومصالح الدول النامية‏,‏ لاسيما في إفريقيا‏,‏ والمضي بجدية لإصلاح منظومة الأمم المتحدة‏,‏ ضمن رؤية قوامها الندية والمساواة‏..‏ ولذا‏,‏ فإنني أدعو الدول الأعضاء لدعم ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن الدولي‏.‏
السيد الرئيس‏,‏
السيدات والسادة‏,‏
نقلت إليكم وبكل تواضع‏,‏ رسالة المصريين‏,‏ نساؤهم قبل الرجال‏,‏ وشبابهم قبل الشيوخ‏..‏ وهي رسالة تعبر عن الأمل وعن الإرادة والتصميم علي العمل‏,‏ وعن الانفتاح للتعاون مع الجميع‏,‏ لتخطي كل العقبات والصعاب‏..‏ مؤكدا أن شعب مصر بعد ثورتيه‏,‏ بات المصدر الوحيد لما نتخذه من سياسات داخلية وخارجية‏,‏ في إطار سعينا لتحقيق الاستقرار والتنمية‏..‏ تلك هي مصر التي استعادت ثقتها بنفسها‏..‏ مصر التي تعلي قيم القانون والحرية‏..‏ مصر بهويتها العربية وجذورها الافريقية‏,‏ مهد حضارة المتوسط ومنارة الإسلام المعتدل‏..‏ مصر التي تصبو نحو تسوية الصراعات في منطقتها‏..‏ مصر التي ترنو إلي تحقيق قيم العدل والإنسانية في عالمها‏..‏ وإنني علي يقين من قدرة المصريين علي العطاء‏,‏ فهي الميراث الذي خلفه أجدادنا‏,‏ وهي معيننا الذي لا ينضب بإذن الله‏.‏
تحيا مصر‏...‏
وتحيا شعوب الأرض المحبة للسلام‏...‏
وتحيا مباديء الإنسانية وقيم التسامح والتعايش المشترك
والسلام عليكم ورحمة لله وبركاته‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.