استمر هروب مئات من الأكراد السوريين من وطأة الهجمات التي يشنها تنظيم داعش في شمال شرق سوريا محاولين عبور الحدود إلي تركيا منذ أمس حيث سيطر مقاتلو التنظيم علي أكثر من20 قرية ويحاصرون حاليا بلدة عين العرب التي تسكنها أغلبية كردية علي الحدود التركية وتعرف البلدة باسم كوباني باللغة الكردية. وقد اضطرت أنقرة لفتح جزء من حدودها أمام الأهالي وتخشي أن يتمكن مئات الألوف الآخرين الذين ينتظرون في الجبال علي الجانب السوري من الحدود التي يصل طولها الي900 كيلومتر من العبور مع تصاعد القتال. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلي داعش سيطروا علي ثلاث قري أخري قرب كوباني ليرتفع عدد القري التي سيطروا عليها إلي24 قرية. ودفع الهجوم علي كوباني أحد الاحزاب المقاتلة الكردية إلي دعوة الشبان في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية للانضمام إلي القتال ضد التنظيم كما جاء بعد أيام من تصريحات للجيش الأمريكي قال فيها إن الأمر يتطلب مساعدة من جانب الأكراد السوريين في مواجهة الداعشيين. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه أصدر أمرا للسماح بدخول اللاجئين السوريين بعد تلقيه معلومات عن وصول أربعة آلاف سوري يطلبون اللجوء إلي تركيا, وكان داود أوغلو قال من قبل إن الأولوية هي لتقديم المساعدة إلي اللاجئين ولكن علي الجانب السوري من الحدود. وقال للصحفيين أثناء زيارة لأذربيجان عندما يصل إخواننا من سوريا ومن أماكن أخري إلي حدودنا هربا من الموت... فإننا نستقبلهم دون تمييز علي أساس الدين أو الطائفة وسنستمر في استقبالهم. وقال مسؤولون أتراك إن تركيا تحاول إقناع الولاياتالمتحدة بضرورة إقامة منطقة عازلة داخل سوريا لتكون ملاذا آمنا علي الحدود من المرجح أن تتطلب منطقة لحظر الطيران تحرسها طائرات أجنبية يمكن تقديم المساعدات فيها للمدنيين النازحين. وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إقامة المنطقة العازلة علي قدر كبير من الأهمية لكل من تركيا وللسوريين الذين أجبروا علي النزوح في إشارة إلي فكرة طرحها هذا الأسبوع الرئيس رجب طيب اردوغان وأضاف أن الاتصالات مع الولاياتالمتحدة مستمرة. وشكل جنود أتراك مسلحون بالبنادق حاجزا علي طول الحدود للحفاظ علي الأمن لكنهم سمحوا لسكان قرية ديكميتاس التركية التي تبعد20 كيلومترا عن بلدة كوباني بإلقاء زجاجات مياه وأكياس خبز عبر الحدود إلي حشد من الأكراد السوريين. واستخدمت قوات الأمن التركية قنابل الغاز ومدافع المياه لتفريق مجموعة تضم حوالي100 شخص عندما حاولوا العبور إلي سوريا أمس في احتجاج فيما يبدو علي تشديد الأمن علي الحدود. وأبقت تركيا حدودها مع سوريا مفتوحة خلال الحرب الأهلية السورية للسماح للاجئين بالخروج وبدخول المساعدات الإنسانية لكنها عززت الأمن في الأشهر القليلة الماضية وسط انتقادات بأن تلك السياسة هي التي سمحت للمتشديين الأجانب بالدخول وزادت أعداد مقاتلي داعش.