جان لوك جودار هذا المخرج الفرنسي السويسري الأصل أحد رواد الموجة الجديدة ورمزا من رموز سينما مواجهة الامبريالية والعنصرية والهيمنة الثقافية للغرب والرجل الأبيض علي الثقافات الأخري تكلم العالم علي موقفه من الأوسكار الفخري الذي منح له هذا العام والضجة التي أثيرت حوله وعدم العثور عليه مدة طويلة لإبلاغه بمنح أكاديمية الأوسكار الأمريكية أحد تماثيل الأوسكار الفخرية له, ثم إعلانه بعدم حضور مراسم توزيع الجائزة, مازال يثير الكثير من الضجة حوله وحول حصوله علي تمثال العم أوسكار من بعد اتهامه بمعاداة السامية من قبل العديد من الصحف الأمريكية. جان لوك جودار كما نعرف كلنا من أكبر المدافعين عن حقوق الفلسطينيين والمنددين بوحشية النظام العنصري الاسرائيلي وقد كان أول مخرج غربي يذهب للأراضي الفلسطينية المحتلة من بعد نكسة1967 ليقدم فيلما عن أزمة هذا الشعب مع فيلمه( ثورة حتي النصر) عن المقاومة الفلسطينية, كما انه امتنع عن الذهاب وتلبية دعوة مهرجان حيفا الاسرائيلي, ووصف الفلسطينيين بأنهم ضحايا المحرقة الجدد لدولة اسرائيل, وقد الشاعر محمود درويش في فيلمه( موسيقانا) وحتي اخر أعماله( الاشتراكية) سنجد اشارة لفلسطين ووعد بلفور ونكبة هذا الشعب, بدأ الهجوم علي جودار من خلال مقال في جريدة لوس انجلوس تايمز بعنوان( جان لوك جودار وأوسكاره الفخري: هل وضع في الاعتبار انه معاد للسامية), كانت تلك هي بداية الحملة من قبل الكثير من الصحف الأمريكية علي مخرج الموجة الجديدة واتهامه بتهمة من الممكن ان تقضي علي أي فنان في الغرب, النيويورك تايمز كانت أقل حدة ولكنها أخذت في الدفع في نفس الاتجاه في مقال عنوانه( جان لوك جودار, عدو لدود للصهيونية ومدافع عن حقوق الفلسطينيين, هل هو أيضا معاد للسامية؟), وعندما واجهت الصحيفة توم شيراك رئيس أكاديمية الأوسكار باتهاماتها لجودار, كان تعليقه بانه تم الاختيار من قبل لجنة كبيرة وكان التصويت لصالحه تقديرا لإسهاماته لفن السينما منذ بداية الموجة الجديدة الفرنسية, وأن الاكاديمية دائما تفصل بين القيمة الفعلية للفنان وحياته الشخصية, الصحافةالفرنسية بدورها أخذت في رد فعل عنيف تدافع عن السينمائي الفرنسي السويسري والذي يعد رمزا من رموز السينما الفرنسية, حيث نشرت مجلة برومير الفرنسية حوارا مع الناقد والصحفي جان لوك دوان والذي أصدر منذ فترة قصيرة كتابا عن حياة جان لوك جودار. دافع جان لوك دوان عن جان لوك جودار وعن مقولته الشهيرة بأن قتل الفلسطينيين أنفسهم في هجمات انتحارية هو مساو لمقتل العديد من اليهود في معسكرات النازي, حيث أن موت اليهود أدي لقيام دولة اسرائيل, لذا فإن الفلسطينيين يموتون من أجل إعلان دولتهم, كم أنه وصف هوليود بأنها البيزنس الذي صنعته عصابات اليهود, وقال إن جودار شخص شديد العداء للصهيونية وهذا ما يجعله يصدر تصاريح شديدة اللهجة بهذا الشكل حتي يجذب الانتباه لمواقفه, ويأخذ أيضا علي جودار انه عقد مقارنة بين جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل في فيلم( هنا وهناك1974) وبين أدولف هتلر, ولكنه أعلن حينذاك. أن اسرائيل ليست اليهود واليهود ليسوا اسرائيل, ودخلت جريدة يهود لوس انجلوس حلبة الجدل معلنة ان جودار أعلن في حديث له عام1978 ان عائلته كانت معجبة أشد الإعجاب بالنازي وان جده كان معاديا للسامية, ولكنه( جودار) يكره هتلر والنازي وليس معاديا للسامية وان كان معاديا للصهيونية, واتخذت من ذلك دليلا علي معاداته للسامية, في النهاية لن تنقص تلك الحملة من قيمة المخرج الكبير جان لوك جودار, ولا من أعماله التي غيرت مسار السينما في العالم, ولا يمكن تقييم أي فنان عبر مواقفه السياسية, أوسكار أو بدون أوسكار جودار سيظل هو جودار بقيمته وفنه الذي لن ينال منه مؤيدو الكيان الصهيوني العنصري مهما كانت قوتهم, وتحية منا ومن كل عشاق فن السينما لهذا المخرج الذي يعد رمزا للشجاعة والصدق والإبداع. [email protected]