استقبل الرئيس حسني مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلي العراقي, الذي يزور مصر علي رأس وفد من المجلس, وأكد الحكيم أنه استمع إلي تأكيدات من القيادة المصرية حول أهمية الحفاظ علي وحدة وعروبة العراق, وضرورة أن تأتي الحلول للأزمات السياسية الحالية في العراق من داخل البيت العراقي, ووجه الحكيم الشكر للقيادة المصرية علي هذا التوجه. وأوضح الحكيم عقب استقبال الرئيس مبارك له أن اللقاء كان مثمرا ويتسم بالود, وأنه استعرض خلال اللقاء مع الرئيس مبارك سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والعراق. وأضاف الحكيم أنه أطلع الرئيس مبارك علي مجمل الأوضاع السياسية التي يمر بها العراق, مشيدا بمتابعة وتفهم الرئيس مبارك لما يجري في العراق, والواقع السياسي الحالي, معربا عن اعتقاده بأن الأزمة السياسية العراقية الراهنة, وتعطل تشكيل الحكومة علي مدي سبعة أشهر قد مثلاإحراجا كبيرا للقوي السياسية العراقية المشاركة في الانتخابات والفائزة فيها, وأعرب عن تمنياته بأن تشهد الأيام المقبلة انفراجة في هذه الأزمة واتخاذ الإجراءات السريعة لتشكيل الحكومة. وقال عمار الحكيم: إن المدخل الصحيح للخروج من الأزمة وتحقيق الاستقرار السياسي للعراق, هو تشكيل حكومة مشاركة وطنية تضم القوائم الأربع الكبيرة, والقوائم الفائزة الأخري, مشيرا إلي أهمية التوصل إلي اتفاقات وتفاهمات علي برنامج محدد, وتوزيع للأدوار بين هذه الأطراف بما يضمن المشاركة الحقيقية لجميع الأطراف السياسية والقوائم الفائزة. وأوضح الحكيم أن اقتراح المجلس الإسلامي الأعلي بعقد طاولة مستديرة تجمع الأطراف الفائزة في الانتخابات علي قاعدة واحدة للحوار, والتوصل إلي تفاهمات فيما بينها, يعد واحدا من المداخل لتوحيد الرؤية بين الأطراف السياسية والتوصل إلي تشكيل حكومة مقنعة ومطمئنة لجميع العراقيين. وأشاد الحكيم بدور مصر الشقيقة في دعم العراق, بما تمثله من رمز لعروبة العراقيين والوطن العربي بوجه عام, وبثقلها الكبير في المنطقة, مما يجعلها واحدة من الركائز المهمة التي نحرص علي التشاور معها في مجمل الأوضاع, خاصة في ظل حرص العراق علي العودة إلي محيطه العربي, ودوريه الإقليمي والدولي, اللذين غابا عنه بسبب الظروف التي مر بها علي مدي أكثر من عقدين من الزمن, وأكد أن العراق يعود اليوم بقوة وبحماس لإجراء المزيد من المشاورات مع الأشقاء العرب, ومع دول المنطقة, مشيرا إلي أن الرؤية المصرية للعراق متوازنة, وهي تدعو دائما إلي ضرورة أن يكون القرار العراقي نابعا من داخله, وبين الأطراف العراقية, وبما يحقق المصلحة الوطنية العراقية. وردا علي سؤال حول دور المجلس الإسلامي الأعلي العراقي في تحقيق التوافق علي الساحة السياسية العراقية, قال عمار الحكيم: إن المجلس يمتلك علاقات مهمة وإيجابية مع جميع الأطراف العراقية بدون استثناء, ويسعي إلي أن يوظف هذه العلاقات الإيجابية لسد الفجوة بين الأطراف العراقية, وتحقيق التوافق بينهم, مشيرا إلي أن المجلس كان قد دعا إلي عقد مائدة مستديرة لهذا الغرض, واليوم نتابع هذا المشروع. وردا علي سؤال حول مدي تأثير القوي الخارجية والإقليمية في عرقلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة قال: إن الأوضاع الهشة في العراق نتيجة التطورات السياسية التي شهدها العراق, والنظرة التي تحملها دول المنطقة والجوار لمصالحها والعلاقة المتبادلة بينها وبين العراق, جعلت هذه الدول تكون لها وجهة نظر فيما يرتبط بالشأن العراقي, ونحن حريصون علي التشاور مع تلك القوي والاستماع والاطلاع علي وجهات نظرهم, وأن نطلعهم علي تصوراتنا, مشددا علي أهمية أن يبقي القرار عراقيا في النهاية. وردا علي سؤال حول رؤيته للتحالف بين نور المالكي ومقتدي الصدر, وإصرار المالكي علي أن يكون رئيسا للحكومة العراقية الجديدة, أكد عمار الحكيم احترامه لكل مشروع قادر علي أن يشكل حكومة عراقية في إطار الدستور العراقي, مشيرا إلي تفهمه واحترامه لأي خطوة تتخذ في هذا السبيل, وأضاف أن مشاركة المجلس الإسلامي في أي حكومة مقبلة ترتبط بفرص النجاح لهذه الحكومة, ومن أهم هذه الفرص وجود المشاركة الحقيقية والانسجام بين الأطراف المعنية, وإذا ما توافرت فرص من هذا النوع سوف نشارك, وبدونها تصعب المشاركة.