أصبحت السينما الثلاثية الأبعاد هي الموضة السائدة في هوليوود بعد النجاح الذي حققه فيلم افاتار لجيمس كاميرون, وقد شهدت صالات السينما في الآونة الخيرة أفلاما منخفضة المستوي او ما تعارف عليه بأنها سلسلة أفلام من الدرجة الثانية(B) صورت وتم عرضها بتكنولوجيا الأبعاد الثلاثية, حيث ان تلك التكنولوجيا الجديدة اصبحت بالنسبة لهوليود هي منجم الذهب الذي يمكن ان يخرج السينما من أزمتها لعالم الثراء الكبير. الجديد أنه تم الإعلان الأسبوع الماضي عن عزم كل من جيمس كاميرون وجورج لوكاس تحضير نسختين جديدتين من فيلميهما( تيتانيك) و( حرب الكواكب) بنظام الأبعاد الثلاثية لعرضهما في صالات العرض المخصصة لذلك, صرح جميس كاميرون بأن فيلمه تيتانيك سيكون جاهزا للعرض بنمط الأبعاد الثلاثية في عام2012. سيوافق عرض الفيلم في نسخته الجديدة الذكري المئوية لغرق السفينة الشهيرة تيتانيك, من المتوقع ان يتكلف نقل الفيلم من نسخة ثنائية الأبعاد للنسخة الثلاثية الأبعاد نحو15 مليون دولار, يعد فيلم تيتانيك هو صاحب ثاني أكبر ايرادات في تاريخ السينما حيث حقق حوالي مليار و800 مليون دولار, ومن جانبه أعلن جورج لوكاس انه كان قد فكر جديا في هذا المشروع منذ عام2004, ولكنه فضل الانتظار حتي يتم تطوير تكنولوجيا الأبعاد الثلاثية وتصبح سهلة العرض, وهو ما يري انه قد تحقق بعد فيلم افاتار, من الواضح اننا سنشهد تسارعا نحو تحويل الكثير من أفلام السينما الشهيرة إلي نسخ ثلاثية الأبعاد مثلما كان الحال في فترة من الفترات عندما تم اكتشاف طريقة تحويل الأفلام الأبيض والأسود إلي أفلام ملونة في الثمانينيات فتم تحويل الكثير منها إلي نسخ ملونة ولكن التجربة فشلت تجاريا, وتم التوقف عنها. فالنجاح الكامل لتجربة تحويل الأفلام الثنائية الأبعاد لأفلام ثلاثية الأبعاد غير مضمون, فهناك الكثيرون من أبناء المهنة يرون أن التكنولوجيا الجديدة لم يتم تطويرها التطور الكافي لضمان نجاح التجربة. فعملية التحويل تتطلب نسخ الفيلم علي الحاسب وتحويله بالكامل داخله, بعد ذلك تحويل صورة صورة وهو ما يستغرق وقتا طويلا, مما جعل الكثير من شركات الانتاج لا تحبذ تحويل افلامها الناجحة لأفلام ثلاثية الأبعاد, وبالذات لأن النتيجة لا تكون بنفس مستوي الأفلام التي صورت منذ البداية بتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد, وقد قال المخرج( مايكل باي) مخرج فيلم المتحولون أنه لا يشجع تحويل الأفلام الثنائية الأبعاد إلي أفلام ثلاثية الأبعاد لأن النتيجة تعطي نسخا مزيفة بطبقات واضحة للمشاهد, وكان المخرج قد قاوم الضغط الذي مارسه عليه منتج الجزءين الأول والثاني من فيلم المتحولون ورفض تحويلهما إلي نسخ ثلاثية الأبعاد بالرغم من الربح المؤكد من الفيلمين عند عرضهما, ويتساءل الكثيرون عن أفلام حرب الكواكب من إخراج جورج لوكاس التي أعاد اخراجها في خمس نسخ, هل سيفي تحويلها إلي نسخ ثلاثية الأبعاد لتجاوز تعارف الجمهور علي السيناريو والذي سيجعل من اعادة عرض الأفلام امرا مملا علي من سيذهب مرة جديدة ليجد شخصيات لوكاس الكاريكاتورية تتقاتل وتتصارع, ولكن هذه المرة مجسدة؟ اعتقد ان الأمر سيصبح مملا وسخيفا, ان ظاهرة تحويل الأفلام إلي أفلام ثلاثية الأبعاد ليست سوي بدعة الغرض منها جني بعض ثمار الغرابة التي اثارتها الشخصيات المقذوفة من الشاشة نحونا في صالة العرض بفضل ثلاثية الأبعاد وهو أمر سيأخذ وقته ويفقد بريقه بعد فترة وبالذات بعد انتشار التليفزيون ثلاثي الابعاد لينتهي هذا السيرك قريبا. [email protected]