حرم القدر هدير من حياة أسرية سعيدة بعد انفصال والديها وهي في سن السابعة من عمرها وهو ما جعلها تفقد الاحساس بالحنان والاطمئنان منذ نعومة أظافرها وبدأت في البحث عمن يحتويها من أهل عين شمس, وهو ما جعلها تربة خصبة لاستدراجها لطريق الرذيلة بين شباب المنطقة الذين أخذوا يتبادلونها فيما بينهم لاشباع رغباتهم و فقدت عذريتها مبكرا في غفلة من الوالدين اللذين كانت تخدعهما ابنتهما باخبارهما بأنها تبيت عند أحد منهما, بينما هي في أحضان أحد شبان المنطقة. عندما بلغت السابعة عشرة من عمرها تعرفت هدير علي أحد شباب المنطقة وهو كهربائي أعجب بها وبجمالها الفتان وبادلته نفس الاحساس وأفصح كل منهما عن حبه للآخر عن طريق الاتصالات الهاتفية التي كانت تستمر طوال الليل وحتي طلوع الشمس. بدأ الحبيب يخطو خطوات جادة للارتباط بهدير وتكليل حبهما بالزواج فسأل عنها جيرانها وأقاربها, وهنا كانت الصدمة الكبري حينما سمع عن حبيبته هدير سيدة تجلب له ولذريته العار من بعده. عصر ألم الحب قلب محمد وقرر انهاء العلاقة مع هدير التي أصبحت سمعتها أحدوثة تلوكها ألسنة جيرانها بالسوء. شعرت هديربأن محمد يتهرب منها ومن مقابلتها ويعاملها بجفاء غير معتادة عليه وعندما واجهته صارحها بحقيقة ما سمع عنها من شباب المنطقة. حاولت هدير أن تثني حبيبها عن قراره لكنه لم يبال بتوسلاتها حتي بعد أن وعدته بأنها ستخلص له مدي الحياة وأن مصير تلك السمعة هو النسيان. اهتدت هدير لفكرة توسيط أحد أصدقاء حبيبها المقربين لاقناعه بالعدول عن رأيه واكمال قصة حبهما, وبعد جهد شاق من محاولات الاقناع باءت كلها بالفشل, لأن الحبيب صم أذنيه عن حديث صديقه تجاه حبيبته. رجع الوسيط لهدير يجر اذيال الخيبة ويخبرها بأن حبيبها أخذ قراره دون رجعة بعد أن أيده أهله في قراره الحكيم. سيطر اليأس علي هدير التي قررت التخلص من حياتها التي لم تتخيلها بدون الحبيب فقررت قطع شرايين يديها غير أنها لم تكن لديها الشجاعة الكافية لذلك. فتوجهت إلي إحدي العمارات تحت الإنشاء بشارع الفيروز بمنطقة المرج وصعدت للدور الحادي عشر وألقت بنفسها من أعلي لتلفظ أنفاسها الأخيرة, بعد أن كتب عليها ألا تجني من حياتها سوي ألم الذكريات. وكان العميد أمجد إبراهيم مأمور قسم المرج قد تلقي بلاغا من بعض الأهالي بالعثور علي جثة مجهولة الهوية سقطت من الطابق الحادي عشر من أعلي عمارة تحت الانشاء, فانتقل المقدم هاني عبدالرءوف رئيس مباحث المرج لمكان الواقعة لمحاولة التعرف علي الجثة وبإخطار اللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة كلف اللواءين سامي سيدهم نائب المدير العام وأمين عزالدين مدير إدارة البحث الجنائي بتشكيل فريق بحث لمعرفة سبب الوفاة. ودلت تحريات اللواء طارق الجزار رئيس مباحث قطاع الشرق علي أن الجثة لفتاة تدعي هدير17 سنة ومقيمة بعين شمس وأنها علي علاقة عاطفية بأحد شباب المنطقة الذي تركها لسوء سمعتها فقررت الانتحار بإلقاء نفسها من أعلي احد العقارات. فتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء اسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير لأمن القاهرة الذي أحاله إلي ضياء عبدالله وكيل نيابة المرج الذي أمر بدفن جثة المتوفاة.