قال فاروق حسني وزير الثقافة إن مؤتمر المثقفين المقرر انعقاده في يناير المقبل هو وسيلة للتصدي بالثقافة للتطرف الديني والاجتماعي الحاصل في المجتمع, مؤكدا أن وزارة الثقافة تحاول حاليا من خلال لجان التحضير له ايجاد السبل التي يمكن من خلالها ذلك. من جانبه اكد الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة ان مصر تعاني من كارثة ثقافية حقيقية, حيث وصل الوعي المصري إلي أدني درجات الانحدار لدرجة اننا اصبحنا نحلم باستعادة الفترة الليبرالية من جديد. وقال اتصور ان هدف المؤتمر هو ان يكون اجتماعا للمثقفين, وذلك لتشكيل ما يسمي بجبهة انقاذ وطني للثقافة المصرية تضم جميع التيارات الفكرية حتي لو من بينها المتحدثون باسم الدولة الدينية, لان الثقافة المصرية ليست حكرا علي حزب أو فئة بعينها, ولاينقذ ثقافة مصر سوي مثل هذه الجبهة الوطنية التي تضم تيارات تؤمن بان الثقافة المصرية قادرة علي التخطيط للمستقبل. جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدت مساء أمس الأول الاثنين بالمسرح الكبير بدار الاوبرا المصرية, وحضرها اعضاء لجان المجلس الأعلي للثقافة للتحضير لمؤتمر المثقفين. فيما قال المفكر السيد يسين ان فكرة المؤتمر جاءت في لحظة تاريخية فارقة في تاريخ العالم كله, لذا يجب رسم خريطة معرفية للتحولات الاجتماعية والثقافية, خاصة مع انتشار الفضاء المعلوماتي وعدم قدرة الحكومي علي السيطرة علي هذا الفضاء, ولافرض قيود عليه, وهو ما جعل رواد هذا الفضاء يظهرون من خلف الشاشات وينزلون للشارع المصري مثل حركة6 ابريل, لذا يجب عمل دراسة وافية عن هذا العالم وتأثيره علي الحياة الثقافية في مصر. وأشار صلاح عيسي إلي ان المشكلات الثقافية ليس لها أول ولا آخر, لذا يجب ان تحدد هذه المشكلات, وتناقش بشكل معمق في هذا المؤتمر, والبحث بكل ما يتعلق بالثقافة وازمتها في مصر, وطرح مجموعة من المقترحات والبدائل ليتم دراستها مضيفا ان الدولة اصبحت أرأسمالية في كل شيء فيما عدا الثقافة مازال وضعها غير واضح تماما, فهل ستترك الدولة العمل الثقافي ام ستظل متمسكة بحقها في ادارته.