أصدر المهندس علاء فهمي وزير النقل أمس, قرارا بنقل سكان شارع الجيش المتضررين من أعمال الحفر لمترو الأنفاق الي فنادق لحين الانتهاء من عمليات الحفر, التي تستغرق ثلاثة أيام كإجراء وقائي كما أمر بصرف500 جنيه لكل أسرة من المتضررين لحين الانتهاء من أعمال الاصلاحات التي تتم بشارع الجيش بمنطقة باب الشعرية, فيما أعرب الأهالي المتضررون من إخلاء منازلهم عن استيائهم لعدم تنفيذ وعود الوزير مؤكدين أنهم سوف ينامون في الشارع لليوم الثاني علي التوالي. وقام المهندس علاء فهمي ظهر أمس بزيارة مفاجئة لموقع الهبوط الأرضي بمحطة مترو الأنفاق بشارع الجيش, وشاهد موقع الهبوط الذي نتج عن أعمال الحفر بمشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق, وأصدر توجيهات مشددة للمسئولين بضرورة الانتهاء سريعا من الأعمال الهندسية لإصلاح هذا الهبوط الذي تسبب في إثارة الخوف والقلق بين سكان المنطقة, وتلافي حدوثه مرة أخري. وأكد وزير النقل ان الانهيار في القشرة السطحية حدث نتيجة تسرب المياه الجوفية مابين ماكينة الحفر العملاقة وحائط المحطة, نتج عنه تسرب مائي الي داخل المحطة وهبوط الأرض بجوار الحائط بمساحة لا تزيد علي عشرة أمتار, وجار حاليا سد الهبوط والفراغات الأرضية بالشارع وعمل الحقن اللازم لتأمين المباني والعمارات المجاورة, مؤكدا أنه تمت السيطرة تماما علي الموقف وليست هناك خطورة علي سكان أو مباني المنطقة. وأشار الوزير الي انه أمر بتشكيل فريق هندسي علي مدار24 ساعة لمتابعة حالة المباني بشكل دوري, وإبلاغه بالتفاصيل والمستجدات فورا للحفاظ علي أرواح المواطنين, كما تم تشكيل لجنة هندسية لعمل تقرير عن الأسباب التي أدت الي هذا الهبوط مع ابلاغه بالتطورات كل6 ساعات. من ناحية أخري صدر أمس بيان عن وزارة النقل نفت فيه ماتردد من مزاعم عن أن سقوط احدي العمارات في المنطقة كان بسبب الهبوط الناتج عن أعمال حفر مترو الأنفاق. وقال مصدر مسئول بالوزارة إن هذا العقار سبق وصدر له قرار إزالة من قبل وتتم إزالته بالطرق العادية وليس بسبب أعمال المترو. وفي السياق نفسه ازدحم الأهالي الذين تعدوا120 أسرة امام مكتب الشركة الفرنسية المنفذة للمشروع لصرف التعويضات والتي وصلت الي500 جنيه لكل أسرة وتجمهر أصحاب المحلات امام المكتب لعدم صرف تعويضات لهم, في حين أكد مسئول المكتب انه يتم الآن حصر عدد المحلات المتضررة والقيمة التي سيتم صرفها لكل محل تمهيدا لصرف التعويضات لأصحابها. فيما أرجع الدكتور علي عبدالرحمن استاذ الهندسة رئيس جامعة القاهرة سابقا سبب تكرار عملية الهبوط الأرضي للمرة الثالثة بالمنطقة نفسها الي ان تربتها تعد رخوة وذات طبيعة خاصة تملؤها المياه الجوفية والارتوازية. وطالب بضرورة اتخاذ احتياطات أعلي من المستوي الموجود حاليا نظرا لصعوبة التعامل مع مثل هذه التربة أثناء تنفيذ عمليات الحفر لافتا الي أهمية تقليص الفترة مابين عملية الحفر والتبطين والتقوية, وأن تتم عملية التبطين بأسرع مايمكن لتفادي حدوث الهبوط أو انهيارات أرضية. وأوضح عبدالرحمن ان احتمالات حدوث مشكلات أو تكرار للهبوط الأرضي بعد الانتهاء من هذه المرحلة ستقل لكون منطقة شارع الجيش هي اكثر المناطق ارتفاعا في منسوب المياه الجوفية, وأن مسار مصر الجديدة وباقي المسارات الاخري ستكون آمنة. وأضاف انه بعد تركيب جسم النفق بمنطقة الهبوط ستكون المنطقة أقل ضررا ويمكن معاودة الحياة لشكلها الطبيعي دون الشعور بالقلق. وأكد الدكتور مجدي غباشي رئيس حي الموسكي أن الشركة المنفذة لمشروع مترو الأنفاق قامت باعادة الحقن في منطقة الهبوط بالخرسانة الجاهزة حتي استقر منسوب الخرسانة بموقع الهبوط وامتلأت التجاويف والفراغات أعلي نقطة التلاقي, وتم استكمال عملية خروج الماكينة في مسار النفق الي جسم المحطة والتي خرجت الليلة الماضية.