ذاكرتك المثقلة بالأشجان تحاول أن تلتقط مني تذكارا نادرا لوجه محب يغرب وهو يتوهم لمساتك ويتنفس اسمك في خراطيم الأكسوجين قبل أن ينزعوا الإبر من عروقه ويسلموه وحيدا للعتمة المثلجة جئت مستعدة بالكاميرا والابتسامة ولمسة تغامر بالحب من أول نظرة وافرحي بابتسامتك وأنت تستنفزين شجاعتي وتزحفين بخضرتك علي رماد جلبابي لأنبض بالمحبة أدرك الآن أنك تشتغلينني علي نحو يخصك تذكارا نادرا بدموع نقية *** ضحكتك الهأهأة الفارغة من البهجة إعلان كاذب عن فرح لا تحسين به (ها أنذا قادرة علي الضحك) لكن ذلك الفرح المصنوع للتذكار وحده المصنوع للنسيان لا يستطيع أن يوقظ تلك الكمنجات النائمة في صوتك ولا أن يغريني بالابتسام *** قبلاتك الموسومة برصانة الجدات خطان نحيلان منطبقان شفاه لا تفرط في الدفء الباقي ولا تنفتح للعطايا *** جبينك الضيق لا يتسع إلا لسطرين بالكاد سطر يصل بالدنيا إلي منتهاها وسطر يعود بالكلام إلي المبتدأ *** استجواباتك الليلية للحصول علي ملخصات سريعة اعترافات يمكن تدوينها في ورقة واحدة عناوين رئيسية (كنت أعرف عنه كل شيء) آه يا السيدة المغرمة بتلخيص الحياة أدرك أنك تجمعين تذكاراتك علي عجل لكن تلك اللعبة قاسية في أوقات الموت وأظن أنك لن تعرفيني أبدا تلك هي أسئلة النسيان *** لا يتسع الوقت للكثير يمكنني فقط أن أتقبل عطاياك الصغيرة علي المسنجر قبلاتك الإلكترونية واستعراضاتك الأنثوية الفاضلة وحكاياتك عن ذلك الذي هجرك دون سبب وأولئك الذبن باتوا علي الأعتاب ولم تسمحي لهم بخطوة ( هأنذا في الثامنة والأربعين لابد أن أصارح نفسي أصبحت جدة ولم أتذوق بهجتي حتي الآن) *** الزهور التي تتفتح في غير أوانها يكون فورانها مدويا تخشع لعطرها الفصول *** آه يالسيدة في المرآة ثقي بالنعمة التي بشفتيك وبالبهجة المخبوءة في صدرك وارحمي خطواتك من حزم الجنرالات دعي عضلات الساقين تلين وتهتز بما تحمله من بهجة هزة واحدة يمكن أن تغير إيقاع الدنيا *** أيتها الكمنجات الغافية في صوتها الكمنجات المحرومة من نفسها يمكنك أن تغافليها وتنطلقي في أواخر الليل لتقضي مضجعها ببهجة أوتارك فتنتفض عارية في سريرها لتتأمل خباياها مندهشة لكل هذا الحسن الذي كانت تنكره ثم تبدأ فضيحتها الخاصة عزفها المنفرد الأليم *** سلاما أيتها السيدة المطرزة بالتذكارات ودعيني أروي لك تلك الطرفة عن عائلة تعودت أن تحسب أعمارها بطريقة مختلفة وكان علي شواهد القبور كتابات تقول: فلان كامل الرجا: ولد عام... ومات عام... في سن الأربعين لكنه عاش تسعين فلان سعيد الرجا: مات في الخمسين لكنه عاش ثمانين فلان قليل الرجا: عمر حتي الثمانين ولم يعش أكثر من عشرين فلان عديم الرجا: بلا فخر; من بطن أمه إلي القبر