تم الاتفاق بين القنصلية المصرية بجدة وبعثة السياحة بمكة المكرمة علي التنسيق المشترك خلال موسم عودة المعتمرين والذي يستمر لمدة أسبوعين يتم خلالهما نقل أكثر من182 ألف معتمر مصري جوا وبحرا وبرا, جاء ذلك في اجتماع بمقر القنصلية بجدة بحضور كل من السفير علي العشيري قنصل مصر العام بجدة وأسامة العشري وكيل أول وزارة السياحة المشرف العام علي رحلات الحج والعمرة والقنصل علي الحلواني وناصر تركي نائب رئيس غرفة شركات السياحة وعادل فريد رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة. تضمن الاتفاق توفير شبكة اتصالات مشتركة بين القنصلية وأعضاء بعثة السياحة لمواجهة أي مشكلة ومتابعة عودة أفواج المعتمرين أولا بأول من جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية. وعرض أسامة العشري الجهود التي تبذلها البعثة والإجراءات التي تمت مع مصر للطيران وشركة الجسر العربي وشركات الملاحة لاستيعاب أي أعداد زائدة من الذين تخلفوا عن رحلاتهم لحضور ليلة القدر وختم القرآن بالمسجد الحرام, مشيرا إلي أن الموقف بالنسبة للعائدين برا يتسم بالهدوء لأن الطاقة الناقلة بين العقبة ونويبع كافية وكذلك بالنسبة للعائدين جوا علي مصر للطيران والخطوط السعودية وأن المشكلة تكمن في الحاجزين علي شركة سما السعودية للطيران الملغاة والاعداد الزائدة علي الخط البحري, وأن هناك عدة سيناريوهات لمواجهة أي حالة. وأشاد القنصل العام بالجهود التي تبذلها بعثة السياحة سواء في الحج أو العمرة, مؤكدا أنه تلقي اشادة من الجانب السعودي في هذا الشأن خلال الزيارة التي قام بها وزير السياحة زهير جرانة للسعودية في مايو الماضي, حيث التقي الدكتور فؤاد الفارسي وزير الحج السعودي, موضحا أن هذه الزيارة أزالت الكثير من العقبات أمام الشركات السياحية والوكلاء السعوديين للوقوف علي الأسباب الحقيقية لظاهرة تخلف المعتمرين. وأشار إلي أن عدد المعتمرين اقترب من6650 ألف معتمر حتي الآن منهم أكثر من182 ألف معتمر خلال شهر رمضان, لافتا إلي أن مصر احتلت المرتبة الأولي علي مستوي الدول الإسلامية في أعداد المعتمرين, حيث أصدرت المملكة3 ملايين و800 ألف تأشيرة خلال شهر رمضان بخلاف المقيمين في السعودية. وقال القنصل إن مصر وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة الحج السعودية يتم بمقتضاها تدبير أماكن إقامة للمتخلفين عن السفر بسبب ظروف الطيران أو أي مشاكل في رحلات البر أو البحر, موضحا أن القنصلية تبذل قصاري جهدها لحل أي مشاكل سواء للمقيمين أو المعتمرين أو العابرين, منتقدا الفضائيات التي تقوم بإذاعة بعض المشاكل علي غير الحقيقة لإثارة الرأي العام في مصر, كما أعرب القنصل العام عن رضائه واقتناعه بحملة التوعية التي تنفذها غرفة شركات السياحة, بوسائل الاعلام المختلفة خاصة التليفزيون لمواجهة ظاهرة تخلف بعض المعتمرين بالأراضي المقدسة التي تراجعت من120 ألفا منذ4 سنوات إلي4 آلاف فقط العام الماضي, وأن هناك مؤشرات لانحسارها هذا العام إلي700 فقط. وأكد كل من ناصر تركي وعادل فريد أن هذه الجهود يتم تنفيذها بمهنية عالية بالتنسيق مع الوزارة وبالاستعانة بكبار المشايخ مثل د. علي جمعة مفتي الديار المصرية, وهو ما أدي إلي انخفاض أعداد المتخلفين مقارنة بالمواسم الماضية. وفي السياق نفسه, أبدي القنصل العام استياءه من ظاهرة التخلف وما يحدث سنويا من تجمعات حول مبني القنصلية لمدة أسبوعين والممارسات الخاطئة والمسيئة لهؤلاء المتخلفين عن رحلاتهم ومحاولتهم اقتحام أسوار القنصلية والتسول من الأشقاء السعوديين المجاورين للقنصلية, مؤكدا ضرورة التكاتف بين الخارجية والسياحة والداخلية والقوي العاملة وغيرها من الجهات المختصة في مواجهة هذه الظاهرة. واقترح القنصل المصري العام بجدة أن يتم وضع إجراءات جديدة مشددة لمنع ظاهرة تخلف المعتمرين في الأراضي المقدسة كتحصيل ضمان مالي كبير من المعتمر يسترده عند عودته. وطالب العشيري بأن يكون اختيار العمالة الموسمية الوافدة للمملكة ليس قاصرا علي وزارة القوي العاملة وأن يكون للجهات المختصة دور في اختيار هذه العمالة حتي لا تتسبب في مشاكل وحتي لا تضطر السلطات السعودية لاختيار هذه العمالة من دول أخري. وحول حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية قال إنه وصل إلي6 مليارات دولار, وأن الاستثمارات السعودية في مصر بلغت10 مليارات دولار, وهي المرتبة الأولي عربيا, وأن هناك استثمارات مصرية سعودية مشتركة بالسعودية تقدر بحوالي2.5 مليار دولار, مشيرا إلي وجود عمالة مصرية منتظمة بالمملكة تصل إلي975 ألف عامل, وأن هناك أكثر من نصف مليون سعودي يتمتعون بالإقامة في مصر.