دعا أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إلي عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي لبحث سبل دعم جهود الاستقرار والتنمية في أفغانستان, وتفعيل دور الدول الإسلامية في إرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان, مؤكدا في كلمة مصر أمام مؤتمر كابول الدولي الذي عقد بالعاصمة الأفغانية أمس دعم مصر للحكومة والشعب الأفغانيين في الجهود التي يبذلونها في إطار المصالحة الوطنية, ولدفع العملية السياسية وعودة الأمن والاستقرار للبلاد من خلال الاستراتيجية التي وضعها الأفغان لأنفسهم. وأشار أبو الغيط إلي ضرورة مراعاة المجتمع الدولي للخصوصية الثقافية والقبلية والإسلامية للشعب الأفغاني, وأنه من غير المصلحة استعداء المواطن العادي في أفغانستان من خلال أخطاء أو استخدام وسائل قتالية تتسبب في القتل الجماعي للمدنيين, ونوه في هذا الصدد إلي ضرورة عدم الخلط بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان التي تنضوي تحت لوائها تيارات متنوعة يمكن التحدث والتفاوض مع بعض عناصرها شريطة قبولها نبذ العنف, وإلقاء السلاح, والانضمام للعملية السياسية. كما تطرقت كلمة مصر إلي الإسهامات المتنوعة التي تقدمها مصر للجانب الأفغاني في مختلف المجالات, وما تعتزم مصر القيام به بالتعاون مع الشركاء الدوليين في الفترة المقبلة, واختتم وزير الخارجية كلمته أمام مؤتمر كابول بالإشارة إلي أن العلاقات المتأزمة بين العالم الإسلامي والغرب لا يمكن أن تدخل في نظام المسلمات, وإنما يمكن معالجتها بتبني سياسات تتسم بالحكمة, ومواقف تتسم بقدر أكبر من التوازن, لاسيما فيما يتعلق بإيجاد حل عادل للمشكلة الفلسطينية, وهو الأمر الذي سيكون له بالغ الأثر في تحسين العلاقات بين الغرب والإسلام. وفي السياق نفسه قال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: إن مشاركة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في المؤتمر الدولي للتنمية وإعادة الإعمار في أفغانستان لقيت ترحيبا كبيرا من جانب الرئيس والحكومة في أفغانستان, وكذلك من وزراء خارجية الدول المشاركة في الاجتماع, التي زاد عددها علي40 دولة, إلي جانب سكرتير عام الأممالمتحدة, وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي وعدد من ممثلي المنظمات الدولية وغير الحكومية الأخري العاملة في المجالات الإنسانية وإعادة الإعمار والسلم والأمن الدوليين. وأوضح المتحدث أن مشاركة مصر, ممثلة في الوزير أبو الغيط, تعكس الأهمية التي توليها مصر لإعادة الأمن والاستقرار إلي أفغانستان بعد أن عانت علي مدي عقود طويلة من الاحتلال, ثم الانشقاق, ثم موجات العنف والإرهاب, ويسعي شعبها الآن إلي استعادة استقلاله وتوازنه واستقراره من خلال تهيئة المناخ السياسي المناسب, والحرص علي تأهيل ورفع كفاءة مؤسساته الأمنية والإدارية والعلمية ليبدأ عملية تنمية شاملة في كل المجالات. وأضاف المتحدث أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي استقبل الوزير أبو الغيط, الذي أعرب له عن حرص مصر علي مساندة أفغانستان في العملية السياسية والاقتصادية التي تمر بها من خلال عناصر التأثير الثقافي التي تملكها مصر, وبالذات في ضوء ما تؤكده مصر دائما من أهمية مراعاة واحترام خصوصية الشعب الأفغاني واحترام حقه في تحديد أولوياته في بناء دولته, وأن التعامل الدولي مع أفغانستان لايمكن أن يقتصر علي البعدين العسكري والأمني اللذين قد يأتيان بنتائج عكسية, خاصة إذا أسيء استخدامها وتحولا إلي قهر لإرادة الشعب.