أقولها وبكل محبة لإخواننا في مجال العمل الإسلامي .. لا تنسيكم غمرة الأحداث أن الحفاظ على رسوخ إيمان الجيل وثقته بدينة أولوية مقدمة على الوسائل التي تتخذ للوصول إلى تحقيقها .. أيا كانت هذه الوسائل سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو إعلامية. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لزوال الدنيا أهون على الله من أن تزهق نفس بغير حق إن العقبة الحقيقية التي تقف أمام جميع مستويات الإصلاح الذي تحتاجه الأمة هي عقبة النفوس التي أهمل أصحابها تزكيتها ما أحوجنا إلى ثورة على النفس هتافها (الله .. يريد .. تزكية النفوس) .. خيامها بيوتنا وأسرنا .. ومياداينها أسواقنا ومؤسساتنا .. و مسيراتها إلى الله بالبناء والتنمية والبر والاحسان .. واعتصاماتها بحبل الله جميعا .. مطالبها .. (حرية) من رق النفوس .. (عدالة) في الانتصاف من النفس قبل إنصافها.. (كرامة) من مشكاة: إن أكرمكم عند الله أتقاكم .. ومن نورانية: لافضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى لا تظنوا أن الحل سيكون في متناول اليد بمجرد سقوط أنظمة الجور والاستبداد .. ما دام الجور والاستبداد ساكنا في نفوسنا ومؤثرا في تفكيرنا ومهيمنا على حوارنا وموجها لسلوكنا .. فالفرق بيننا وبين هذه الأنظمة هو أننا لا نملك أدوات القمع التي تملكها وبالتالي ليست لدينا سلطة أو إمكانية الممارسة ..
وهذا الفرق - قطعا - غير كافي لإحداث النقلة المطلوبة للأمة كي تنتهض .. والحل يكمن في قوله تعالى: { قد أفلح من زكاها } .. اللهم زك نفوسنا .. .. ولكي نعيشَ حياةً مرتبطةً بالله تعالى علينا أن نقتدي بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كل شؤون حياته ، ففي ظاهره نعيش مع بشريته اقتداءً ، وفي باطنه نعيش مع خصوصيته محبةً وولاءً وتعظيمًا ,و لا يَكمُل الإيمانُ إلا بكمال محبة سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ومن لم يكن له أنس بالطاعة .. كيف يكون له أنس بالمطاع؟ ومن لم يكن له أنس بالعبادة .. فكيف يصل إلى الأنس بالمعبود؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا - حديث صحيح لغيره رواه النسائي والحاكم تحذير .. قال سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فَشَقَّ عليهِم فاشْقُقْ عليه .. ومن وَليَ من أَمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به صحيح مسلم فتعامل مع المخطئ في حقك - مهما كان الخطأ كبيرا - كما تحب ان يعاملك الله عندما تخطئ ..
اللهم إنا نبرأ إليك من كل قطرة دم تهراق في بلاد الشام .. ومن كل نفس تزهق او عرض ينتهك .. ونسألك فرجا عاجلا ولطفا شاملا .. اللهم إنا نشكوا إليك ما لايخفاك من استخفاف بالحرمات تجاوز الحد .. ونسألك ان تكفي عبادك - بما شئت - شر كل معتد .. وردنا إليك باللطف خير مرد .. يا واحد يا أحد اللهم وفقنا لإقامة دولة الحق يا حق ، اللهم وفقنا لبناء العدل يا عدل ، اللهم وفقنا للتمكين بالرحمة يا رحمن يا رحيم اللهم إن في صلاح أمر مصر صلاح لأمر غيرها .. فتداركها برحمة من عندك وأصلح شأن أهلها والطف بهم يالطيف.. إلى القتلة .. قال سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم: كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو قتل مؤمنا متعمدا رواه البزار ، ورجاله ثقات.