اعتبر الزعيم السني اللبناني رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في كلمة القاها الجمعة بمناسبة الذكرى التاسعة لاغتيال والده رفيق الحريري ان مواجهة الارهاب تكون بقيام حزب الله الشيعي بسحب عناصره التي تقاتل في سوريا من هذا البلد. وألقى الحريري كلمته خلال هذا الاحتفال الذي اقيم بالمناسبة في بيروت عبر شاشة عملاقة نصبت في المكان بسبب وجوده خارج لبنان منذ بضع سنوات لاسباب امنية.
وقال الحريري ان "مواجهة الإرهاب تتطلّب قراراً سريعاً من حزب الله بالخروج من سوريا، والتخلّي عن وهم الحرب الاستباقية والاعتراف بوجود دولة لبنانية هي المسؤولة عن سلامة الحدود والمواطنين" قبل ان يتساءل "فهل هناك من يسمع، ويتعظ، ويتواضع؟". وشن هجوما على حزب الله معتبرا انه "لا يريد أن يستمع لأحد، وهو يتعامل مع الدولة بصفتها ساحة لمشروع إقليمي خاص، ويزج بلبنان في حروب لن تعود بغير الخراب". وكرر الحريري رفضه التدخل في الحرب السورية رافضا ربط السنة بالمنظمات الجهادية التي تقاتل في سوريا ضد نظام بشار الاسد مثل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة. واوضح "كما يرفض تيار المستقبل ان يكون على صورة حزب الله، فإنّنا نرفض أن نكون على صورة داعش أو النصرة، ونرفض أيِ دعوة لإقحام التيار والسّنة في لبنان في الحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة". وعن قرب موعد الانتخابات الرئاسية في لبنان في الربيع المقبل وزيادة المخاوف من العجز عن انتخاب رئيس جديد قال الحريري "نحن تيار المستقبل، نرفض أن يكون منصب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، لا بل الرئيس المسيحي الوحيد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب، نرفض أن يكون هذا المنصب مرشحاً للفراغ".
وتوجه قوى 14 اذار التي يعتبر الحريري ابرز اركانها اصابع الاتهام الى دمشق وحزب الله في سلسلة اغتيالات طالت شخصيات سياسية وامنية بين 2005 و2013 ابرزهم رفيق الحريري. وشهد لبنان سلسلة اعتداءات في الاشهر الماضية لا سيما في معاقل حزب الله، تبنتها مجموعات سنية متشددة قالت انها تاتي ردا على تدخل حزب الله في سوريا.. وتحاكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قرب لاهاي، غيابيا خمسة متهمين من عناصر في حزب الله، في قضية اغتيال رفيق الحريري الذي قتل في تفجير في بيروت في 14 فبراير .2005