يواصل قصر السينما التابع لهيئة قصور الثقافة نشاطه الفني والثقافي لمناقشة كتب سلسلة كتابات نقدية التي يرأس تحريرها د. صلاح فضل, ويتولي إدارتها د. مصطفي الضبع حيث أقيمت أمس الأول الندوة الثانية لمناقشة كتاب بحثا عن الشعر للشاعر رفعت سلام, وشارك فيها لفيف من الأدباء والشعراء والجمهور. في بداية الندوة قال د. محمد بريري أن رفعت سلام شاعر وناقد متميز, حيث عرف في الوسط الثقافي بعدة اتجاهات أولها الشعر, وثانيها دفاعه عن قصيدة النثر, وحماسه لجيل السبعينيات, وثالثها دفاعه عن حرية الإبداع. وأضاف أن عنوان الكتاب بحثا عن الشعر وفي كل فصوله يحاول رفعت سلام أن يعثر علي ما هو الشعر أي ما يستحق أن يكون شعرا. وأضاف قائلا منذ بدأت الكتابة الجادة للشعر وحين تأملت هذه الكتابات في السنوات الأخيرة وجدت موازاة بين النصوص الشعرية التي أكتبها وبين هذه الكتابات التي تتخذ شكلا نقديا.. كما اكتشفت أن الأسئلة الجوهرية تتعلق بروعة الإبداع والقيود الشكلية المفروضة من الخارج, فليست كتاباتي نقدية ولكنها شهادة شاعر وتأملات شاعر من هذا الزمان.. وأضاف د. مصطفي الضبع أن الكلام عن السعادة كثير لأننا نحتفي بكتاب نقدي, وبالكتب التي تصدر عن سلسلة النقدية وأرجو أن تكون هذه بداية لحركة ثقافية.. فهناك كتب كثيرة صدرت لم نكن نعلم عنها شيئا لأنه لم يعلن عنها, أمل أن نشجع مثل هذا السلوك لعله يحرك الركود. وتساءل الضبع عن ظاهرة بدأت تتشكل من حولنا لا أعرف كيف أتعامل معها وهي الكتب والمقالات أي الكتب المعتمدة علي مقالات كتبت في فترة زمنية معينة مثل كتاب محمود الربيعي في حدود الأدب, وكتاب النقد التطبيقي وغيرهما, والسلسلة نفسها في المرحلة الأخيرة اعتمدت علي هذه الكتب المقالات وآخرها كتاب رفعت سلام بحثا عن الشعر و هناك كتب أيضا في المطابع. فالسؤال هو هل هذه ظاهرة ثقافية أصبحت تؤسس لوجودها؟! هل هي ضائقة عامة في المجتمع؟! أم أن المسألة مجرد نوع من أنواع التبسط في معالجة قضايا المجتمع؟!.. والحقيقة لم أصل لإجابة, سوي أن رفعت سلام يدافع عن الشعر السبعيني حتي في أعماله النثرية...وكثيرا ما وقف سلام مواقف معادية من بعض الكتابات وهو موقف واضح ولسنا ضده. وأضاف أن الحركات الشعرية التجريدية لا تظهرها إلا حركات الرفض المضادة.. فلولا العداء العربي والهجوم علي قصيدة النثر عندما ظهرت وأثبتت وجودها لماتت بعد سنوات قليلة إلا أنها لم تنته بعد ولم تصل لمرحلتها النهائية, والكتاب الجيد هو الذي يطرح اشتباكات ويقدم أسئلة وليست أجوبة لأننا لم نعد لحاجة لأجوبة, فهو يقدم تساؤلات ويطرح اشكالات متعددة. وقال د. هيثم الحاج علي مدار قراءتي ل500 صفحة من كتاب بحثا عن الشعر كان يدور في ذهني سؤال هو لماذا يكتب الشاعر النقد؟! يكتب لينظر أو ليثبت دعائم تجربته, أو يكتب ليؤصل موقفا جماليا ومعرفيا, والتعامل مع هذا الكتاب لا يمكن تناوله علي أنه كتاب نقدي, بل هو شهادة ووثيقة أكثر منه كتابا نقديا يعبر عن رؤية شاعر تؤثر في جيله في العديد من القضايا فهذا الشاعر يري في تاريخ الشعر ما لايراه الآخرون, وقد اختلف الحاج مع الضبع في أن العنوان كان دالا علي الكتاب ومن أهم مهماته أن يوضح كيف تمت رؤيته, وكيف صيغت رؤيته الجمالية بناء علي رؤيته هو. كما أضاف أنه يجب علي النقد أن يكون متأخرا خطوة عن الإبداع, فهناك العديد من المقالات التي تناولها هذا الكتاب.. وهذه الوثيقة أو هذه الشهادة تمنحنا رؤية شاعر لهذا الزمان.. واختتم الشاعر رفعت سلام قائلا إذا نظرنا للأمر في حدوده العامة, وإذا كان المقال انتقادا حادا فهو من منطلق الدفاع عن الشعر.. واعترف بأنه كتاب مقالات, وشعراء السبعينيات جزء محوري فقط, أما علاقتي بشعراء التسعينيات فهي علاقة سوية, وقد كنت وراء ترجمة أهم مرجع عن قصيدة النثر.