استيقظ الطفل يوسف مع سماعه أولي صيحات الديك ليبدأ يوما جديدا ناظرا إلي ضوء الشمس المتسلل إلي غرفته خلف الأشجار من بعيد و ارتدي ملابسه وتناول إفطاره مع شقيقه وشقيقته الذين تجمعهم مدرسة واحدة ثم توجهوا إلي السيارة التي تقلهم إلي المدرسة, وطوال الطريق من محل إقامتهم بقرية أبو جنشو بمركز أبشواي إلي مدينة الفيوم حيث توجد المدرسة لم يكف الأشقاء عن الضحك واللعب فيما بينهم فذلك يقذف علي آخر بعض الاوراق ومنهم من يصنع طائرات الورق ويقذف بها زملاءه أو يطيرها في الهواء من نافذة السيارة مستمتعين بنسمات اله فجأة توقفت سيارة غريبة في منتصف الطريق المارة به سيارة الأطفال إلي المدرسة بين الزراعات, وتنبه الجميع للتوقف المفاجئ لسيارتهم وظنوا أن موكبا للمزارعين ومواشيهم قد يكون سببا في هذا التوقف المفاجئ كعادتهم كل صباح, حيث يذهب المزارعين مبكرا إلي الحقول, أو أن يكون بعض زملائهم من الأطفال الذين يستقلون دراجاتهم إلي المدارس مثلهم هم من أجبروا السائق علي التوقف خشية دهسهم وساد الصمت لدقائق حيث مد الجميع رءوسهم من النوافذ وفوجئوا بعدد من المسلحين يهرعون ناحية سيارتهم حيث كان يستقل السيارة المتوقفة أمامهم ستة أشخاص مدججين بالأسلحة الآلية, فتحوا باب السيارة ليخرجوا الأطفال ويخطفونهم, أصيب الأشقاء الثلاثة بحالة من الهلع وصرخوا في محاولة لمن ينقذهم من هذا الشرك الوحشي, ولكن دون جدوي, وفي لحظة من الخوف هرب2 من الأشقاء بينما تبقي يوسف, الذي لم يتعد العاشرة من عمرة, فريسة لهؤلاء الذئاب فخطفوه وركبوا سيارتهم وفروا هاربين. وأخطر سائق سيارة الأطفال والدهم بينما ظل أشقائه في حالة بكاء الهستيري خوفا علي شقيقهم الذي خطف أمامهم بقوة السلاح وفشلوا في حمايته وبمجرد علم الأب الذي يملك شركة للنباتات العطرية, انهار وكاد أن يسقط مغشيا عليه من هول الصدمة والكارثة التي أصابته بعد أن علم أن فلذة كبده خطفه مجموعة من الوحوش البلطجية. حاول الأب أن يتمالك نفسه لكي يهديه الله لتفكير صائب يستعيد به ابنه إلي أحضانه مرة أخري, وأثناء ذلك قطع تفكيره رنين جرس الهاتف, وكانت المفاجأة التي زادت من ارتباك الأب وخوفه, فكان المتصل أحد الخاطفين يبلغه أن ابنه بحوزته وعليه أن يدفع ثلاثة ملايين جنيه ليسترد ابنه مرة أخري, أغلق خط الهاتف لتبدأ حيرة الأب وخوفه في التزايد وتسارعت نبضات قلبه, وقبل أن ينطق رفع سماعة الهاتف وأجري اتصاله بالشرطةليخرجوه من مصيبته الكبيرة ويطمئنوه بعد خوفه من فقدان ابنه الصغير إلي الأبد. وداخل مديرية أمن الفيوم, كان المشهد صعبا والتوتر يسيطر علي الأجواء, وكان اللواء الشافعي حسن مدير أن الفيوم, يجلس علي مكتبه منهمكا في التفكير بعد أن تلقي البلاغ من والد الطفل محمد محمود(45 سنة) صاحب مكتب استيراد وتصدير لنباتات طبية وعطرية باختطاف طفله يوسف7 سنوات أثناء توجهه بصحبة شقيقه وشقيقته لمدرسة خاصة بمدينة الفيوم,وأكد في بلاغه أن سيارة ملاكي اعترضت طريق السيارة التي كانوا يستقلها أطفاله أشهروا الأسلحة الآلية في وجوه الأطفال الأشقاء الثلاثة الذين استطاع اثنان منهم الفرار, وتمكن المجرمون من خطف الطفل يوسف. اتصل مدير أمن الفيوم بالعميد محمد الشامي مدير المباحث الجنائية للبدء في رحلة البحث عن خيوط الحادث التي تدلهم علي الخاطفين مع ضمان عودة الطفل سالما إلي حضن أهله وتقرر تكوين فريق بحث من العقيد حسين أبو لطيعة وكيل البحث الجنائي,ويضم المقدمين محمد حافظ رئيس مباحث أبشواي, ومحمد ثابت رئيس مباحث المرور, ووليد تاج الدين رئيس مباحث المخدرات. واستمر فريق البحث في استجواب كل من شاهد الحادث أو كان له علاقة بالحادث ثم تفحصوا الأدلة وكثفوا تحرياتهم حتي توصلوا لخيوط وأدلة مؤكدة قد تصل بهم إلي الخاطفين, وبدأوا في التحرك لضبط الجناة, وخلال ساعات توصل رجال المباحث إلي هوية الخاطفين, وتبين أن اثنين منهم من محافظة أسيوط وبالتنسيق مع مديرية أمن أسيوط تم التعرف علي العصابة والقبض عليهم. وتمكن رجال المباحث من ضبط العصابة التي خطفت الطفل في غضون24 ساعة فقط وعددهم8 أفراد, منهم6 من الفيوم, و2 من أسيوط, واستعادة الطفل الذي أخفوه لدي سيدة بحي جنوب, بمدينة الفيوم. وكشفت التحريات عن أن المتهمين هم: فولي محمد(45 سنة) صاحب محل موبايل, مقيم بمركز ابشواي, وسبق اتهامه في قضية مخدرات, ومحمد رشاد(33 سنة), عامل مقيم في أبوجنشو, وسبق اتهامه ومحكوم عليه في قضيتي سرقة بمركزي يوسف الصديق وأبشواي, وسيد درغام(30 سنة) سائق, وشقيقه محمد(25 سنة) سائق, ومحمد نور السيد(28 سنة) عامل, ومحمد ممدوح(24 سنة) من قرية أبوكساه. كما تم ضبط حنفي عوض(33 سنة) سائق ومقيم بمركز ديروط, بأسيوط, وأدهم عبد الله40 سنة شرطي من محافظة أسيوط. وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط بندقية آلية استخدموها في ارتكاب الحادث و2 خزينة, والسيارة المستخدمة في الحادث رقم(2169 ف س ر), والتي تبين أنها مؤجرة من أحد معارض السيارات بالفيوم وعقب ضبطهم أرشدوا عن مكان الطفل الذي أخفوه لدي سيدة في حي جنوب بمدينة الفيوم. كما تبين من اعترافات المتهمين أن المتهمين السابع والثامن كان دورهم جلب السلاح الآلي منذ15 يوما والاتصال بوالد الطفل ومساومته علي دفع فدية3 ملايين جنيه, بينما اقتصر دور المتهمان الخامس والسادس علي حراسة الطفل في مكان احتجازه. رابط دائم :