بعد تسعين عاما من صدور طبعته الاولي في عشرينيات القرن الماضي اعادت دار الفضيلة نشر كتاب احسن ماكتبت والذي يضم مقالات ودراسات لعدد من العلماء والأدباء العرب وحققه د. حلمي محمد القاعود رئيس قسم اللغة العربية الأسبق بكلية أداب جامعة طنطا. وكانت دار الهلال قد اصدرت الطبعة الاولي من الكتاب خلال اوائل القرن الماضي الا ان القضايا المتضمنة فيه والتي تتسم بانها مازالت حية, وقائمة, حيث تعالج معظم الموضوعات المنشورة في هذا الكتاب موضوعات معاصرة, رغم أنها كتبت قبل ثمانين عاما أو يزيد هي مادعت د.القاعود للسعي لاعادة نشر الكتاب في طبعته الجديدة والتي صدرها بدراسة جاء فيها: كانت تجربتي مع كتاب فتاوي كبار الكتاب والأدباء... الذي نشرته دار الهلال عام1923 م, حول قضيتي اللغة العربية والنهضة الحديثة, حافزا علي قراءة الكتاب الذي بين أيدينا أحسن ما كتبت الذي كتب في الفترة ذاتها تقريبا, أي عقد العشرينيات من القرن العشرين, ونشر بعد سنوات قليلة في أوائل الثلاثينيات(1934 م), رأيت في الكتاب الأول صورة للحوار الثقافي المثمر, ومناخ التسامح الحقيقي, والتعامل الجدي مع الكلمة, وعيا واهتماما وإخلاصا. ويكمل قاعود المقارنة بين هذا الجو الثقافي الذي أنتج فتاوي كبار الكتاب والأدباء..,وواقعنا الثقافي المعاصر, الذي يشمل العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة, تشير الي اتساع الهوة بين الواقعين اتساعا شاسعا, ويجعل المقارنة في صالح الزمن الماضي, أو النصف الأول من القرن العشرين. إن الكتاب والشعراء في هذا الكتاب عالجوا موضوعاتهم بالاجتهاد والاحتفاء بالفكرة, وتبرهن عليها بما يثبتها أو ينفيها, ويضرب المحقق بعض الأمثلة علي ذلك مثل تأمل تأثير وفاة سعد زغلول علي كتاب تلك الفترة الكبار, إذ كتب عنه الشيخ عبد العزيز البشري وطه حسين.