تظهر عملية الاختطاف التي جرت لرئيس الوزراء الليبي ورغم عودته السريعة تساؤلات ذات قدر كبير من الأهمية تكشف عن حجم الضعف والتفكك الذي أصاب الدولة الليبية بعد رحيل نظام القذافي والحاجة الملحة والسريعة لتدخل الدول العربية وعلي رأسها مصر في المساعدة علي حل المشكلات الداخلية الليبية بسرعة وبقوة رغم ما تعانيه الدول العربية في الوقت الراهن من ضعف وإهمال شديدين, وكذلك الي أي مدي يمكن أن تصل اليه القوي السياسية ذات الصبغة الايدولوجية في عدائها اذا لم تحصل علي ماتريده. عواصم العالم ووكالات الأنباء: أكد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أمس, بعد تحريره, أن عملية اختطافه جاءت ضمن المماحكات السياسية في ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء الليبية( وال) عنه القول في كلمة مقتضبة بمقر رئاسة الحكومة بحضور رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين وعدد من أعضاء المؤتمر والحكومة إن العملية جاءت ضمن المماحكات السياسية في ليبيا, وأنها لن تؤثر علي الأمن فيها. ووجه زيدان التحية لرئاسة الأركان العامة وضباط الجيش الوطني والشرطة وللأهالي علي الجهود التي قاموا بها والتي أسهمت في إنهاء احتجازه, داعيا الجميع إلي معالجة الأمر بمنتهي التعقل وبما تفرضه المصلحة الوطنية. وطمأن زيدان الأجانب والدبلوماسيين المتواجدين في ليبيا علي الحالة الأمنية وأن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها للحفاظ علي أمن المواطنين والمقيمين علي حد سواء. ومن جانبه أكد رئيس المؤتمر الليبي نوري أبو سهمين أن تكليفه بتشكيل غرفة عملية ثوار ليبيا جاء بسبب الظروف الطارئة التي تمر بها البلاد, منوها بأن رئيس مجلس الوزراء ومدير جهاز المخابرات العامة علي علم بأنه سيقدم علي هذا التكليف عندما يتبين له عدم توفر الامكانيات والقدرات اللازمة من بسط نفوذ الأمن عبر القنوات الرسمية للدولة. وقال أبو سهمين في مؤتمر صحفي- اوردته قناة العربية الاخبارية أمس انه في الوقت الذي يصدر فيه هذا التكليف لابد من التنسيق مع رئيس لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني العام, رئيس لجنة الامن القومي بالمؤتمر ورئيس لجنة الداخلية بالمؤتمر, ولا مانع من التعاون مع كافة الفروع التابعة لهذه الهيئات لتوفير الأمن اللازم في مختلف مناطق ليبيا. في حين قال المتحدث الرسمي لإدارة مكافحة الجريمة الليبية عبدالحكيم بلعزي, ظهر أمس, إن تصريحات رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين فيما يخص تورط مكافحة الجريمة دون غرفة ثوار ليبيا في عملية اختطاف زيدان عارية عن الصحة. وأضاف بلعزي إن غرفة ثوار ليبيا مشتركة في اختطاف رئيس الحكومة, مشيرة الي أن زيارة رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين لزيدان في مكان احتجازه.. كان بعض من عناصر غرفة الثوار متواجدين في المكان. فيما صرح بان كي مون الامين العام للامم المتحدة بإن اختطاف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان يعد بمثابة دعوة للاستيقاظ من أجل الحاجة إلي استعادة الاستقرار السياسي وحكم القانون. وقال بان كي مون علي هامش قمة إقليمية في بروناي هذا الاختطاف التعس للغاية لرئيس الوزراء هو بمثابة دعوة واضحة للاستيقاظ. وأضاف الامين العام للامم المتحدة لا نزال نري استمرار العنف وعدم الاستقرار السياسي. تعمل الاممالمتحدة بشكل وثيق مع السلطات الليبية والدول المجاورة لمساعدتها أولا وقبل كل شئ علي إرساء الاستقرار السياسي وحكم القانون. وقال بان كي مون سيكون في غاية الاهمية للحكومة الليبية وقيادتهم الانخراط في حوار شامل ومصالحة لكي يتمكن جميع المواطنين من الاشتراك الفعلي في هذا الانتقال السياسي. وقد دعت فرنسا جميع الأطراف في ليبيا إلي ضرورة دعم عملية الإنتقال السياسي في البلاد وذلك علي ضوء عملية الاختطاف التي تعرض لها في أمس رئيس الوزراء علي زيدان قبل إطلاق سراحه. وقال فانسان فلورياني المتحدث المساعد باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي إن باريس تحث جميع الليبيين علي الالتفاف حول عملية الانتقال من أجل تحقيق التقدم تأسيس دولة القانون في البلاد. ودعا فلورياني المؤسسات الليبية, وعلي رأسها المؤتمر الوطني العام, علي القيام بما في وسعها ليسود العدل والأمن في البلاد, ووضع المصلحة الوطنية فوق المصالح الحزبية. وأكد الدبلوماسي الفرنسي أن سفير بلاده لدي طرابلس علي إتصال مستمر مع السلطات الليبية بعد واقعة إختطاف رئيس الحكومة قبل إطلاق سراحه. رابط دائم :