اين قناة الجزيرة التي ترفع لواء حرية الإعلام من فضيحة سخرة العمال في الإنشاءات الخاصة بكأس العالم والتي كشفتها صحيفة الجارديان البريطانية وقالت ان44 عاملا من نيبالي لقوا حتفهم في قطر مما يهدد بالغاء تنظيم قطر للمونديال, وأين قناة الجزيرة التي لم تعد تهتم إلا باعادة نشر صور مفبركة عن مظاهرات في مصر علي مدار الساعة من رفض قطر السماح لوفد حقوقي دولي من إجراء زيارة مفاجئة لإحدي ورش الإنشاءات في قطر, في إطار تحقيق يجريه حول وضع العمال الوافدين في هذا البلد الذي سيستضيف كأس العالم لكرة القدم في2022 وردا علي هذا المنع, ألغي الوفد زيارته التي تم ترتيبها بمعرفة المسئولين القطريين إلي مدينة لوسيل, وهي مشروع عمراني ضخم يتم بناؤه شمال مدينة الدوحة وسيكون فيه الملعب الرئيسي لمونديال.2022 وقام الوفد النقابي بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر اللجنة مرددين بطاقة حمراء للفيفا. هذه الواقعة التي تجاهلتها عن عمد قناة الجزيرة بل لا تجرؤ علي ذكرها لأنها تمس النظام القطري الديكتاتوري تؤكد ان قطر تلك الدويلة بها من العورات, والمشكلات الخاصة بالحريات ما يعاقب عليه القانون الدولي إلا ان قناة الجزيرة التي تزعم تمسكها بالقيم الديمقراطية, والحرية الاعلامية تضفي تعتيما مريبا, وتجاهلا متعمدا, بيينما تتربص بمصر, وترتكب من الجرائم الاعلامية ما يضعها في قفص الاتهام كقناة تبث الفتنة, وتنشر الفوضي وتثير الشائعات. ويقينا ان دولة منغلقة لا تطبق اي نظام ديمقراطي مثل قطر التي تمول هذه القناة مليئة بالقضايا التي تستحق الاهتمام الاعلامي ولعل قضية السخرة رغم انها تعد فضيحة علمية في ظل حريات العمل والقيم التي يتم تطبيقها في القوانين المنظمة للعمل الا انها قد تكون قطرة في محيط القيود التي يفرضها النظام القطري علي الحريات, والتي تضعه في قائمة النظم الاستبدادية في العالم, وقراءة سريعة في القوانين الوضعية بل والعرفية يتأكد اننا امام دولة فاشية لا تسمح بالرأي ولا بالنقد بل ان أداء الحكومة من المحرمات علي الاعلام القطري والدليل ان نشرات وبرامج قناة الجزيرة تخلو من اي ذكر لما يحدث في قطر سوي بعض الاخبار البروتوكولية للمسئولين. المدهش ان قناة الجزيرة تتجاهل كل ذلك, وتركز علي مصر التي يسبح في سمائها الاف القنوات الفضائية ومئات الصحف دون رقيب أو حسيب, وفي قدرة اي صحفي ان يهاجم وينتقد الرئيس بكل حرية بينما في قطر لو تجرأ اي صحفي قطري علي خفير في السلطة القطرية يكون مصيره السجن!! رابط دائم :