رحيل أسامة أنور عكاشة قد ترك فراغا كبيرا, كمفكر يشارك في العديد من الصحف بمقالات تتناول الشأن المصري والعربي, وكعميد لكتاب الدراما قلائل هم الأشخاص الذين إذا رحلوا حزن عليهم الجميع, من معهم ومن ضدهم, من يحبونهم, ومن اختلفوا معهم, من قابلوهم ومن لم يقابلوهم, من هؤلاء الأشخاص الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة عميد الدراما التليفزيونية, والذي ترك حزنا في قلب كل من سمع خبر رحيله. الشيء الذي يميز أسامة أنور عكاشة هو أنه مصري حتي النخاع, حتي في القضايا التي ناقشها في كتاباته و القضايا التي فجرها والتي كان لا يتبني فيها إلا ما يري أنه يصب لصالح الوطن, والمواطن, والهوية المصرية, والذي كان يجبرك حتي في اختلافه علي احترامه واحترام مصريته. انشغل أسامة أنور عكاشة في مسلسلاته بهذه القضايا, بالسؤال المصري, بالتاريخ المصري, بالهوية المصرية, وسؤال الهوية هو الذي طرحه في مسلسلاته الأخيرة ابتداء من طرحه في مسلسل أرابيسك, ومحاولة الإجابة عنه في مسلسل زيزينيا بجزءيه, ثم في مسلسل المصراوية الذي رحل دون أن يكمله, انشغل بسؤال التاريخ المصري, في مسلسل ليالي الحلمية بأجزائه الخمسة, ثم في مسلسل المصراوية أيضا, في محاولة لرصد التغيرات في الشخصية المصرية, ولماذا تغير المجتمع المصري, ما سبب انتشار الرشاوي والفساد؟! كان هذا هو السؤال الذي طرحه في مسلسلات مثل عصفور النار, وانا وأنت وبابا في المشمش, وضمير أبلة حكمت, ورحلة أبو العلا البشري, والراية البيضا, وكلها أعمال ارتبطت بوجدان الشارع العربي والمصري, لم يكن أسامة أنور عكاشة يكتفي بطرح المشكلة بل كان أيضا يسعي إلي إيجاد حلول لها, انشغاله بالهوية المصرية تبدي أيضا في أعماله السينمائية القليلة والمهمة والمؤثرة في تاريخ السينما مثل' كتيبة الإعدام', و' دماء علي الأسفلت' و' الهجامة'. بالتأكيد رحيل أسامة أنور عكاشة قد ترك فراغا كبيرا, كمفكر يشارك في العديد من الصحف بمقالات تتناول الشأن المصري والعربي, وكعميد لكتاب الدراما, جعل رجل الشارع يسأل من هو كاتب هذا المسلسل فإذا عرف أنه أسامة أنور عكاشة قرر أن يتابعه, و كمثقف حقيقي يعرف هموم رجل الشارع, و المواطن ويعبر عنها, الأكيد أن رحيل أسامة أنور عكاشة قد أثر فينا جميعا, لكن لا شك أن أعماله التي أثرت في وجدان المجتمع العربي كله وليس المصري فقط باقية, ونكمل غدا