هذا انفلات مهني.. يعني الخروج علي القواعد والأعراف الأولية لمهنة الصحافة. اقرأ معي القصة الخبرية التالية.. في صحيفة الشروق الخميس27 مايو الحالي. عنوان كبير علي خمسة أعمدة يقول: كاتب إسرائيلي يحذر مصر من عواقب مايجري في دول حوض النيل ثم أسفل منه عنوان أقل ببنط أصغر يقول: صفوت الشريف: من يقول إن قضية مياه النيل حياة أو موت يتسم بالغباء الفكري جسم القصة الخبرية يتكون من تسع فقرات.. سبع من هذه الفقرات منقولة من الصحافة الإسرائيلية.. وهي الفقرات السبع الكبيرة.. وفقرتان منقولتان عن قناة روسيا اليوم في حوارها مع السيد صفوت الشريف. لم تلتفت الشروق إلي المعني العميق.. الذي جاء في الفقرة الثانية علي لسان الشريف.. حيث طالب وسائل الإعلام بأن ترفع يدها.. وألا تندفع إلي نقل ما تنشره بعض الصحف في دول المنبع. العماء المطلق أصاب أعين الشروق.. والغباء الفكري قادها.. ليس إلي عدم الالتفات إلي هذا المطلب في عدم النقل عن صحافة دول المنبع.. بل تمادت هذه العمياء وذهبت في القصة الخبرية نفسها للنقل عما هو أسوأ وأسخم وأدل.. ذهبت تغترف من الأنهار المسمومة للصحافة الإسرائيلية.. جاء جسد القصة الخبرية مشوها.. مريبا.. مثيرا للتساؤل والشكوك.. فقرتان إسرائيليتان.. فقرتان مصريتان.. خمس فقرات إسرائيلية.. هي ضربات إسرائيلية مؤلمة وموجعة.. مثل الفقرتين اللتين تصدرتا القصة الخبرية. وتطوعت الشروق.. بكل تعاون وكرم.. لنقل هذه الطعنات من إسرائيل.. لتلطم بها مصر.. مجانا. نحن هنا نتكلم في قواعد الصناعة الصحفية.. الشروق نقلت ولم تعلق.. وهذا نعتبره تصديقا وموافقة. الشروق نقلت عن الشريف ولم تكلف خاطرها الاتصال به.. وكان يكفيها أن تقول إنها حاولت الاتصال ولم تتمكن. الشروق وضعت صورة الشريف.. وكان الأولي.. صحفيا.. أن تضع صورة الكاتب الإسرائيلي زائيف بارئيل.. وصورة الكاتب الإسرائيلي ألوف بن وهما من صحيفة هاآرتس.. الخلاصة: صحيفة هاآرتس ليست في حاجة إلي أن تتكلف إصدار طبعة عربية.. وليست في حاجة إلي تصريح لدخول السوق المصرية. أرجو أن يكون الأمر مجرد غباء فكري!!