قالت الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن الدكتور محمد عبدالمطلب، دافع عن الشعر العربي ومازال يرى أنه الفن الأول عندنا على الرغم من ظهور العديد من الفنون الأخرى على الساحة الأدبية والنقدية كفن الرواية والمسرح والدراما، وغيرها. مؤكدة أنه الناقد الأدبي الذي يدافع عن قضايا البلاغة العربية والتراث العربي في كثير من كتبه ومقالاته. جاء ذلك خلال احتفالية تكريم الدكتور محمد عبدالمطلب، مساء اليوم الثلاثاء، بالمجلس الأعلى للثقافة، بمناسبة حصوله على جائزة الملك فيصل مؤخرًا، بحضور عدد من تلامذة الدكتور محمد عبدالمطلب، بجامعة عين شمس وبمدرسة الليسية، وممثلين عن ليبيا واليمن والسعودية. فيما قال الدكتور عبدالعزيز السبيل، أمين عام جائزة الملك فيصل، إن العلاقة بين المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة الملك فيصل تمتد لأكثر من ربع قرن، عبر الترشحيات المتميزة التي تحظى بها الجائزة من المجلس، وفاز كثير من هؤلاء المرشحين بجائزة الملك فيصل، ولعل مناسبة اليوم تفتح مزيدًا من آفاق التعاون بين المجلس والجائزة. وأضاف "السبيل"، أن علاقة مصر الثقافة ومصر الإبدع بجائزة الملك فيصل، تمتد لزمن أطول، وتحتل جمهورية مصر العربية مركزًا متقدمًا جدًا بالنسبة لأعداد الفائزين بالجائزة، التي فاز بحقولها المختلفة ثمانية وثلاثون فائزًا وفائزة. وأشار "السبيل"، إلى أن الجائزة تشعر بكثير من الزهو والفخر حين يفوز بها قامة كبيرة بحجم الدكتور محمد عبدالمطلب، فهو شخص ذو وعي معرفي شمولي ثاقب، له بعدان زمني وجغرافي، يتمثل الزمني في دراسته بعمق لشعر امرئ القيس، وتوقفه باقتدار أمام شعراء الحداثة، كما استهوته القصيدة الطللية، وقصيدة النثر. أما بعده الجغرافي، فقد جعله خير ممثل للاتجاه العروبي، وللثقافة الواحدة مهما اتسعت جغرافيتها، مشيرًا إلى أنه تناول الكثيرين من شعراء مصر، لكن رؤيته اتسعت جغرافيا فوقف عند الشعراء بدر شاكر السياب، وعبدالوهاب البياتي، ومحمود درويش وأدونيس وعبدالعزير المقالح ومحمد الفيتوري، وغيرهم. واستعرض الناقد الدكتور جابر عصفور، العلاقة الإنسانية والصداقة التي جمعته بالدكتور محمد عبدالمطلب سنة 1984، مشيرًا إلى أنه اخ كبير وناقد وقائد ورائد ومناسبة حصوله على جائزة الملك فيصل، مناسبتنا جميعًا وتكريمًا لنا جميعًا. وفي كلمته قال الدكتور سيد ضيف الله، إن تلك الجائزة التي حجز بها د. محمد عبدالمطلب مقعده إلى جوار القامات الكبرى في مصر من دارسي اللغة العربية وآدابها الذين سبقوه للفوز بها د.شوقي ضيف ود. تمام حسان ود.عبدالقادر القط وغيرهم. وأضاف "ضيف الله"، أنه مما لا شك فيه أن هناك قامات كثير مصرية تستحق الفوز بكبرى الجوائز المصرية والعربية، لكن القليل من هذة القامات من فاز بجائزة أكبر من كل الجوائز الموجودة في عالمنا العربي، ألا وهي جائزة أن يكون للعالم مدرسة تحمل اسمه في النقد الأدبي، ونستطيع أن نقول بكل ثقة إن في العالم العربي مدرسة يمكن نسبتها لمحمد عبدالمطلب بوصفه رمزًا لكل من وضع قدمًا راسخة في التراث العربي، وراح يتأمل المشهد الأدبي المعاصر بموضوعية العالم وذائقة الناقد المدربة، محتكمًا لذائقته وخبرته الكبيرة في قراءة النصوص الأدبية، فهكذا فعل "عبدالمطلب" مع قصائد شعراء السبعينيات فضرب مثالًا لناقد يعرف كيف يصطاد اللآلي من أعماق المشهد الأدبي. وأوضح "ضيف الله"، أن "عبدالمطلب" مدرسة نقدية لكني لست واحدًا منهم، فهو منتمٍ ومتباهٍ دومًا بقسم اللغة العربية بآداب عين شمس، فقد تعلمت الحبو في طريق النقد في قسم اللغة العربية بآداب القاهرة، وهو بلاغي كبير عاشق للتراث ومممسك بتلاببيه. فيما أعتبر الدكتور يوسف نوفل، أن الحديث عن الفائز لا ينفصل عن الحديث عن الجائزة ومكانتها، فمنذ دورتها الأولى واثبتت جدارتها لانتسابها بالفائزين فيها، فقد اكتسبت ثقة عالمية من المتخصصين في البحوث، منذ كانت مقتصرة على فرعين حتى تعددت فروعها، مشيرًا إلى أنها جائزة التزمت بالمعايير والمقاييس، يفخر بينيلها شوامخ. ورأى "نوفل"، أنه منذ الأيام الأولى للدراسة، وقد اكتشف ذائقته الفنية الحساسة المتيقظة، فهو متذوق للنص، يمتلك ذاكرة قوية، مطلقًا عليه لقب "أبو الجوائز". تطرقت الدكتورة نانسي إبراهيم، في كلمتها حول العلاقة الإنسانية والدراسية العلمية التي جمعتها بالدكتور محمد عبدالمطلب، مشيرة إلى أن له اسهامات في مجال الأدب والنقد وإعادة قراءة التراث في ضوء المعطيات الحديثة، والذي حصل على العديد من الجوائز العربية منها جائزة العويس، وجائزة جامعة عين شمس، وغيرها، فقد اختتمت بحصوله على جائزة الملك فيصل تقديرًا لإسهاماته المتمثلة في خمسة كتب ضمن عشرات الكتب في مجال تحليل النص الأدبي والشعري بصفة خاصة. وأشار الدكتور عبدالمحسن القحطاني، إلى أن "عبدالمطلب" جعل من اللغة العربية سيرة ذاتية، حين رأى ان المعجم التاريخي لم يتوفر بعد لللغة، فأسماها السيرة الذاتية للكلمة، وقال انها سيرة ثقافية تتحدث عن ذاكرة الأمة، وضرب بها أمثلة كثيرة، كما عالج الحرف فكتب له سيرة ذاتية، حينما قرأ اللغة أراد أن يعلن أنها الهوية، فكانت المكانة والمكان وطنه حينما تتحدث العربية، انها الوطن الحقيقي الذي يضمنا جميعًا.