أوضحت الدكتورة أميرة جمال الدين، العضوة بالفريق البحثى فى مشروع إنتاج عقار لعلاج السرطان بجزئيات الذهب باستخدام تكنولوجيا النانو، أن الفريق البحثى بدأ مرحلة استثارة مرض السرطان فى حيوانات التجارب السليمة، ويتم تجربة الجرعات العلاجية على الأعضاء المصابة بالأورام السرطانية. وأضافت فى تصريحات خاصة ل "بوابةالأهرام" أن الباحثين قاموا بتجربة نوعين من العلاج؛ "العلاج الموجه" والذى يتم عن طريق ربط جزيئات الذهب بأجسام مضادة تتعرف على الخلايا السرطانية بالتحديد، فتأخذ الذهب وتتوجه به الى الخلايا المسرطنة مباشرة. والنوع الآخر هو "العلاج غير الموجه"، بمعنى حقن جزيئات الذهب وحدها، حيث إن جزيئات الذهب لا تعمل وحدها، وإنما يجب أن تتعرض لليزر ومن ثم تصدر طاقة حرارية ثم تموت الخلايا المحملة عليها. أشارت د. أميرة إلى ضرورة عمل بروتوكول علاجى لليزر، وتحديد الفترات التى يجب مراعاتها بين كل جلسة ليزر والأخرى، لمعرفة مدى شدته وقوته، والمدة التى سيتم تعرض العضو المصاب لليزر فيها، وأكدت جمال الدين أن كل التجارب التى أجراها الفريق البحثى المصرى كانت على حيوانات التجارب، وبعد الانتهاء من إتمام البروتوكول العلاجى والحصول على جرعة علاجية فعالة آمنة، سيتم البدأ بعد ذلك فى إبلاغ وزارة الصحة للاتفاق مع أحد معاهد الأورام للبدء فى تجربة العقار على الحالات البشرية المصابة بالسرطان وفى حالة متأخرة والموجودة بمعهد الأورام. وقالت د. أميرة إن الفريق البحثى الذى يشرف عليه الدكتور على شبكة والدكتور على الزورة بالمركز القومى للبحوث، يقوم بعمل تجارب السمية على المدى القصير والمدى الطويل على حيوانات التجارب بجرعة عالية أكبر بكثير عما سيتم التعامل بها مع الإنسان. وأن الأبحاث التى يجريها الفريق الآن تتركز على قياس مدى سمية هذا الدواء على بقية أعضاء جسم الإنسان السليمة الحيوية. وأضافت " نحن ندرس ماذا حدث فى أنسجة حيوانات التجارب بعد علاجها بالدواء، ورؤية هل حدث تلف فى الأنسجة أم لا، وهل وظيفة أى من الأعضاء الحيوية تأثرت أم إنه سيستطيع القيام بها أم أنه توقف عن القيام بوظيفته. وهذه التجارب قمنا بها باستخدام الجرعات العالية جدا والجرعات الآمنة التى لا تحدث تلف فى أى نسيج وتعطى نتائج حيوية للغاية". وكشفت د. أميرة عن وجود فروق فى تعاطى الجرعات وتأثيرها بين الذكر والأنثى فى حالات معينة، حيث إن هناك بعض الأعضاء فى الأنثى تكون أكثر تأثرا من الذكر والعكس صحيح، مما يترتب عليه تحديد كمية الجرعات وكذلك طريقة انسحاب الدواء من كل عضو فيهم والمدة التى ينسحب الدواء خلالها، سيكونان من محددات موعد الجرعة التالية. وأضافت يراقب الفريق ما إذا كان قد حدث فى أى عضو من الأعضاء سُمية تشريحية أم لا، بمعنى إنه مع فحص كل نوع من الأنسجة بالميكروسكوب يتم ملاحظة إذا حدث أى تغير فى شكل الأنسجة أم لا مما يؤدى الى فقدانه جزء من وظيفته. وعن الفريق البحثى الذى يعمل على هذا المشروع، أوضحت د. أميرة أن الفريق مكون من عدد كبير من الأستاذة والباحثين، ويمكن تقسيمه كالتالى: فريق أبحاث النانو تكنولوجى والذى يشرف عليه كلا من الدكتور على شبكة والدكتور على الزورة ومجموعة الليزر و مجموعة دراسات السمية والأداء الدوائى للمادة التى يتم تجربتها على حيوانات التجارب. وأشارت الى أن المنظومة لا تقتصر على الباحثين فقط، وإنما تتضمن مؤسسة "مصر الخير" وهى مؤسسة مجتمع مدنى التى تقوم بتمويل المشروع مناصفة مع المركز القومى للبحوث، الأمر الذى إعتبرته الدكتورة أميرة نقلة جديدة فى مصر أن تموّل مؤسةة خيرية مشروع بحث علمى من أجل الوصول الى دواء سيذهب فى النهاية لعلاج الفقراء. وأعربت د. أميرة عن سعادتها البلاغة فى أن يتعاون عالم كبير مصل الدكتور مصطفى السيد فى هذا المشروع ويتحمس لإنتاج هذا الدواء فى مصر.