أكد الشاعر والكاتب محمد فريد أبو سعدة أن توقيت عرضه المسرحي "سيد الوقت" جاء مقصودا كنوع من التصدي للتطرف الديني. وقال أبو سعدة في تصريحات ل"بوابة الأهرام" حول عرض "سيد الوقت" المأخوذ عن مسرحيته "ليلة السهروردي الأخيرة"، والذي يقام حاليًا على مسرح "الغد": إنه مساهمتنا أنا وناصر عبد المنعم وإسماعيل مختار لتجديد الخطاب الديني وخلخلة الأسس الفكرية والتاريخية التي ينشأ عنها التطرف وكراهة التفكير واحتكار الحقيقة، لتكون هناك فرقة ناجية واحدة. وعن رأيه في الدور التنويري للمسرح وتفجيره للقضايا المسكوت عنها، يرى أبو سعدة أنه تراجع كثيرا عن الماضي، قائلا: لعلنا نذكر مسرحيات الشرقاوي "الحسين ثائرا" و"الحسين شهيدا" واللغط الذي دار حولهما، وموقف الأزهر من عرضهما، وبالطبع كان هذا تكشيرا عن أنياب السلفيين ودعاة الفرقة الناجية التي تحرم كل اجتهاد. وتابع: إنها لحظة قاتمة من التراجع في الثقافة المصرية وهي محصلة لفساد التعليم وانكسار النهضة التي عشناها في الستينيات ، وشيوع ثقافة التسلية وابتذال الذوق العام. وأردف أبو سعدة: يتراجع كتاب المسرح عن الخوض في القضايا الشائكة ، خوفا من جهة، ومن جهة أخرى أنهم يعلمون أن لا جمهور لهذه القضايا. وعن جيل السيعينيات الذي ينتمي إليه، ودوره في تجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف قال: أدباء وشعراء السبعينيات ربما كانوا آخر جيل تستند رؤاهم إلى أيدولوجيات، وكان الهم الوطني شاغلا أساسيا في أعمالهم، لكن هذا تراجع كثيرا مع أجيال ما بعد السبعينيات. يذكر أن عرض "سيد الوقت" يعرض حاليا على مسرح الغد ، وسيستأنف عرضه بعد توقف لثلاثة أيام حدادا على استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات ، ليعود من جديد يوم الخميس 2 يوليو القادم. يتناول العرض سيرة الفيلسوف الصوفي شهاب الدين السهروردي، الذي عاصر السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد سقوط الدولة الفاطمية مباشرة، وآراءه التي اصطدمت بتزمت فقهاء حلب، الذين وشوا به لدى السلطان، لتنتهي حياته نهاية مأساوية، كغيره ممن ساروا على الدرب نفسه كابن منصور الحلاج. العمل من إعداد وإخراج ناصر عبدالمنعم، وبطولة وائل إبراهيم، وسامية عاطف، وتامر نبيل، ومعتز السويفي، ومحمود الزيات، وصلاح السيسي، وحسن عبدالله، وحازم عبدالقادر، وزياد إيهاب، وغناء فارس، ورقص تعبيري رشا الوكيل، ورقص مولوي شبراوي. يشير "سيد الوقت" إلى قضية من أبرز القضايا التي عرفها التاريخ الإسلامي، هي قضية التأويل في مواجهة التفسير والالتزام بظاهر النص، وكذلك التجديد في مواجهة التزمت والجمود ، كذلك يقدم رؤية مغايرة للسطان الأيوبي صلاح الدين، عن تلك التي اعتادت الأعمال الدرامية والأدبية أن تقدمها. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :