حذر الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، من أن الجماعات الإرهابية يقومون باستخدام الدين بشكل صارخ، ستارًا للتغطية على أعمالهم العدائية العنيفة، بما أسقطهم في مستنقع الأخطاء العقدية الخطيرة التي تكشف منطقهم المشوه، واعتمادهم على مصادر غير صحيحة لتفسير النصوص واستغلالها مبررًا شرعيًا لإشباع شهوتهم في سفك الدماء، عبر الوصول إلى السلطة. أضاف مفتي الجمهورية، أن المتطرفين ارتكبوا خطأ عقائديًا بتشويههم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، واستخدامها في غير سياقها الصحيح، وليّ عنق النصوص ليبرروا عنفهم ووحشيتهم. وشدد المفتى، على أن هؤلاء الإرهابيين لا يمتلكون الأدوات التي تؤهلهم للفهم الصحيح للقرآن أو الحديث، ولا يعرفون قواعد الاستدلال، وأهداف الشريعة الإسلامية ومبادئها، وحرفوا أقوال الله تعالى في القرآن الكريم، وأقوال نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، التي تملأ قلوب المؤمنين بالسلام والرحمة، واستبدلوها بمعان قبيحة ودموية، وأحكام مشوهة تملأ القلوب بالنفور والخوف، بل الأبشع من ذلك أنهم عمدوا إلى تجاهل الآيات التي تدعو للرحمة والتعايش واقتبسوا تفسيرات منحرفة لا تقرها الشريعة. جاء ذلك في مقال باللغة الإنجليزية لمفتى الجمهورية نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأوسع انتشارًا في الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم في إطار حملته العالمية في مواجهة التطرف والإرهاب وتصحيح صورة الإسلام في الغرب، حيث فند فيه دعاوى المتطرفين، وتفسيراتهم المشوهة لنصوص القرآن الكريم التي يبررون بها جرائمهم الشنعاء، حيث يعد مقال فضيلة المفتي هو الأول لمسئول مصري منذ أحداث ثورة يناير عام 2011. أشار مفتي الجمهورية، في مقاله الذي جاء بعنوان "الإرهابيون وأوهامهم في فهم القرآن" ونشره بيان لدار الإفتاء اليوم الجمعة، إلى أن تلك الجماعات الدموية وصلت بهم الجرأة إلي رفض آيات القرآن التي لا تتوافق مع أغراضهم الوحشية الدموية، وأعلنوا الحرب الصارخة من جانب واحد ضد كل من المسلمين وغير المسلمين الذين لا يتفقون مع عقليتهم المريضة وإراقة الدماء. تابع المفتي، في مقاله تشريح الفكر الإرهابي المتطرف، ذاكرًا أن أصحاب هذا الفكر يتجاهلون تمامًا النصوص القرآنية التي تحث على التعايش والأخوة الإنسانية بين المسلمين وغير المسلمين، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). أضاف فضيلة المفتي، أنه على الرغم من تأكيد القرآن احتضان التنوع والاختلاف، وجعله من المبادئ الراسخة في التعامل مع الناس من مختلف الانتماءات الدينية والخلفيات الثقافية والأصول العرقية، فإن الجماعات المتطرفة لا تزال تصر على اعتبار أي شخص يرفض أيديولوجيتهم المتطرفة هدفًا مشروعًا لقتلهم. واعتبر مفتي الجمهورية، أن تلك الممارسات الفكرية للتكفيريين والإرهابيين تعد بمنزلة حماقة غير مبررة تتناقض كليًا مع الرسالة القرآنية الواضحة التي يقول الله تعالى فيها: (من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيْعًا).