بعد أن قامت عصابات داعش الإرهابية بتدمير الآثار الآشورية التاريخية في متحف الموصل شمالي العراق، وظهرت علي شبكات التواصل الاجتماعي مشاهد لمجموعة من الرجال الملتحين في متحف وهم يستخدمون المطارق وأدوات الحفر لتدمير تماثيل ضخمة، من بينها تمثال لثور آشوري مجنح استطلعت "بوابة الأهرام" آراء بعض الفنانين والكتاب الذين انتفضوا غضبا علي تلك الجريمة النكراء. يقول الكاتب الصحفي ناصر عراق: إنها جريمة نكراء تكشف جهل هذا التنظيم الغبي الذي يجب اقتلاعه من الجذور.. وإذا كانت أمريكا تقف خلفه فعليها أن تقدم تبريرا لهذه الهمجية التي تخاصم الحضارة وتكره الحياة. ويلقي الفنان ياسر عبيدو بالتهمة على إسرائيل، قائلا: داعش يهدم حضارة العراق والسبب معروف فإسرائيل تريد العراق بدون تاريخ وحضارة .. إن داعش خرجت إلى النور بملابس أفغانية متكاملة، وأسلحة أمريكية ذات البصمة، أي لاتعمل إلا بيد صاحبها ومدربة تدريب أمريكي على طراز رفيع، مع دعم أعلامي في كل قنوات الإعلام (فيس بوك يوتوب تويتر) وكل قنوات الاتصال مع تضخيمها لبث الرعب، وهذا تخطيط تم منذ سنين ويتم تنفيذه الآن بيد العرب أنفسهم، أي أن العربي يقتل العربي بدون قطرة دم إسرائيلة أو أمريكية، لقد عرفوا اللعبة جيدا (شيعى سنى ومسيحى وأزيدي) وهم يتفرجون على تفجير الحضارة في العراق من مراقد الأنبياء، ولأن حضارة وادي الرافدين ولكن أنتم تعرفون جيدًا ن العراق باقي إن شاء الله. ويقول الفنان التشكيلي وحيد الزواوى: أصبحت داعش بالنسبه للعالم رعب مؤكد نراه فى كل يوم بين قتل وحرق وهدم معابد ومحو اثار وتراث فني للبلاد، وبالتالي ندعو العالم لمواجهة هذا الإرهاب الغاشم الذي لا دين له وعلى البلاد والدول التي يوجد بها هذه الفئة الضالة، أن تحمى آثارها وتراثها من هؤلاء القوم الذين يذكروننا بالتتار، وحسبى الله ونعم الوكيل. وتقول الفنانة التشكيلية وفاء حسنى: يعتبر تفجير داعش لسور ننواي انتهاكاً بحق الثقافة والتراث الإنساني لأن السور يعود للحضارة الأشورية. ويذكر أن سور نينوي هو أحد الظواهر التاريخية في مدينة الموصل، وتم تفجيره من قبل داعش بعد السيطرة على أجزاء واسعة من محافظة نينوي. ويؤكد الكاتب الصحفي سعيد عيسى أن داعش مجموعة من الدمويين القادمين من قرون مضت، وبمفاهيم جاهلية تنسب زورا وبهتانا إلى الإسلام. وتساءل فنان الكاريكاتير خضر حسن، هل داعش أحرص على الإسلام من سيدنا عمر بن الخطاب؟، وقال: بالطبع لا ومع ذلك سيدنا عمر عندما فتح مصر في عهده بقيادة عمرو بن العاص لم يأمر بهدم أبو الهول، ولا أي تمثال من الآثار المصرية، وعندما دخل أغلب المصريين في الإسلام بعد ذلك لم يفكر أحد من بعده في هدم التماثيل لأنهم، يرون فيها حضارة وليس وثنية فالسبب في الهدم ليس موجود وهو عبادة التماثيل لا نرى أحد يسجد لتمثال مثلا، أو يعبده فداعش تهدم الحضارة وتهدم الإسلام أيضا وهم مشروع غربى لتفكيك الأمم. وتقول الشاعرة الشابة مايا حسن: إن ما يحدث هو وسيلة للفت الأنظار إليهم حتي يتحدث عنهم العالم ويكتسبون شهرة أكثر، وهم يذكرونني ب "يأجوج ومأجوج"، لن يتركوا شيء إلا بعد إفساده، وهذه سياسة أمريكية قبيحة حيث إنها تريد تدمير الشخصية والهوية العربية، وأيضا تدمير حضارتها.. وهذا لأن أمريكا عصابة همجية ليس لها أي حضارة أو تاريخ، وأتساءل لماذا لم يدمروا ضريح الأمير التركي العثماني الذين نقلوا رفاته إلى تركيا منذ يومين، رغم أن المكان الذي يوجد فيه الضريح يوجد تحت سيطرة داعش. وسؤال آخر لماذا صحابة رسول الله عندما دخلو العراق لم يحطموا آثارها ولم يفعلو فعلة هؤلاء المدلسين والمندسين .. هل هم أكثر إيمانا من الصحابة ما هذا المنطق المعكوس. وكانت عصابات داعش قد دمرت أيضا عددا من الأضرحة، من بينها أضرحة يعتبرونها أماكن للكفر، ويعتقد أيضا أن الإرهابيين باعوا عددا من التحف الأثرية القديمة في السوق السوداء لتمويل حملتهم الدموية في أنحاء المنطقة، وقد حمل مقطع الفيديو المصور شعار تنظيم داعش الإرهابي، كما نشر على حسابه في موقع تويتر. وظهر في الفيديو متحدث من «داعش» يقف أمام مجسم أثري كبير، فيما يفترض أنه متحف نينوى الأثري، وأشار بيده إلى المجسم قائلاً "إن هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله، وكانوا يشركون بالله عز وجل، ويتقربون لتلك القرابيين والأصنام، وإزالتها واجب شرعي واجب علينا، ولا نبالي ولو كانت بمليار الدولارات". وأضاف أن ما يسمى بالآشوريين والأكّاديين (حضارتين قديمتين في منطقة بلاد ما بين النهرين ما بين الألف الأول والثاني قبل الميلاد) وغيرهم كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وأخرى للحرب يشركون بها بالله ويتقربون إليها بشتى أنواع القرابين".