تتواصل ردود الأفعال على الساحة السياسية في تل أبيب عقب تعيين الجنرال يورام كوهين رئيسا لجهاز المخابرات العامة "شاباك" خلفا للجنرال يوفال ديسكن الذي انتهت مدة خدمته. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها إن تعيين كوهين المعروف بتشدده الديني يؤكد سيطرة المتشددين على الكثير من القرارات السياسية التي تصدر في إسرائيل، خاصة وإن وضعنا في الاعتبار أن العديد من المتشددين والحاخامات أصروا على تعيين كوهين في هذا المنصب، بالإضافة إلى أنهم أعلنوا صراحة أن أي رئيس جديد للمخابرات يجب أن يكون متشددا، وهو الإعلان الذي أتى على إثر تشكيل وحدة خاصة في جهاز المخابرات هدفها الرئيسي متابعة كافة التحركات أو الأنشطة التي يقوم بها المتشددون الدينيون، وهي الوحدة التي نجحت في القبض على أكثر من مستوطن وحاخام بتهمة التحريض على قتل الفلسطينيين واختطافهم، الأمر الذي جعل مختلف الأحزاب الدينية في إسرائيل تصدر بيانا منذ عدة أشهر أشارت فيه إلى أن الطبيعة "العلمانية" لقادة المخابرات تؤدي إلى الأضرار بهم، وهو ما يفرض على كافة المسئولين في إسرائيل العمل على تعيين أحد المتشددين الدينيين في منصب رئيس المخابرات حتى يتفهم الأبعاد الثقافية والفكرية للأنشطة التي يقوم بها المتشددون ضد الفلسطينيين. اللافت أن الصحيفة كشفت عن أن كوهين هو أحد أخطر الجنرالات الذين أشرفوا على قتل الكثير من القيادات الفلسطينية أو العربية في الخارج، موضحة أنه من كبار الجنرالات الذين أشرفوا على ما أسمته الصحيفة بسياسات القتل المستهدف، وهو ما اعتبرته بمثابة رسالة إلى الفلسطينين بصورة خاصة والعرب عموما تؤكد أن إسرائيل لن تتوقف عن سياسات القتل واستهداف أي ناشط يحاول القيام بالعمليات الاستشهادية ضد الأهداف الإسرائيلية. من جانبها اعتبرت صحيفة إسرائيل اليوم تعيين كوهين في هذا المنصب بمثابة صفعة قوية ل"ديسكن" الذي كان يرغب في تعيين نائبة الذي أشارت إليه الصحيفة ب"ي"، وبذل ديسكن الكثير من المجهودات من أجل إقرار هذا التعيين، إلا أن نتنياهو رضخ في النهاية لضغوط المتشددين ممن باتوا يتحكمون في القرار الأمني الصادر في البلاد، وهو ما بات يثير قلق وغضب الكثير من المسؤولين السياسيين وحتى كبار الجنرالات في جهاز المخابرات.